مقالاتمقالات المنتدى

إنتصار الروح.. وهزيمة الطغاة..!!

إنتصار الروح.. وهزيمة الطغاة..!!

بقلم د. عمر شلّح (خاص بالمنتدى)

( إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ).. جاء هذا النص في سورة آل عمران، بعد عدة آيات تتحدث عن قدرة الكافرين وطغيانهم، وكيف أنهم وأعوانهم يثبطوا المؤمنين ويخوفونهم من حجم قوة الكافرين حتى لا يواجهوهم أو يتصدوا لطغيانهم وجبروتهم.. فيأتي هذا النص، لكي يرد على تلك الأصوات النشاز من ناحية، ويعزز الجانب المعنوي لدى المؤمنين أصحاب الرسالات..
فالوضوح في النص، يقطع كل خوف أو تشكيك، مبيناً بأن كل تلك الأصوات يعود أصلها للشيطان، سواء كان ذلك من خلال الوسوسة لهؤلاء المؤمنين، أو من خلال أعوان الشيطان، والذين قبلوا أن يكونوا بوقاً له، ينفذوا كل أوامره ورغباته..
فالله سبحانه يحذر عباده المؤمنين، في حال أنكم سمعتم تلك الأصوات، وتلك المطالب، وسمعتم ألوان التهديد والوعيد المختلفة، كما هو حاصل اليوم مع أهل فلسطين خاصة، والإقليم عامة، فلا تخافوا ولا تجزعوا، واجعلوا الخوف فقط منى أنا الله.. لأن هذه التهديدات، هي أضعف من أن تنفذ أمراً لم يكتبه الله سبحانه.. خافوا مني، وتوكلوا علىّ، فأنا القادر على أن أكفيكم كل مكرهم وكيدهم وتهديدهم.. أي، اجعلوا الخوف الحقيقي يملأ قلوبكم مني أنا الله، وما دون ذلك، فهو أقل من أن ينفع أو يضرّ قيد أنملة.. وفي المقابلة بين النهى عن الخوف من أولياء الشيطان، وبين الأمر بأن يكون خوفهم من الله وحده، في هذه المقابلة إرشاد إلى العلاج الذي يزيل الخوف والفزع من نفوسهم.. لأن الذي يجعل خشيته وخوفه من الله وحده، لن يستطيع الشيطان أو أولياؤه أن يبعدوه عن الطريق القويم وصدق الله إذ يقول: ” إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ “..
ويضيف الطنطاوي لفتة مهمة عن مفهوم الخوف فيقول ” والمراد بالنهى عن الخوف وهو أمر نفسي: النهى عن أسبابه، التي من أهمها حب الدنيا وكراهية الموت.. أى خذوا بأسباب القوة التي من أهمها التمسك بتقوى الله، فإن ذلك يزيل الخوف من قلوبكم..”..
هذا النص، هو غاية في الطمأنينة، أمام التهديد والوعيد الذي يرفعه العدو الصهيوأمريكي، في وجه أهلنا الصابرين المجاهدين في فلسطين عامة، وفي غزة خاصة.. سنوات طويلة جدا من الجهاد والشهادة كانت في هذا الصراع في فلسطين، ولم تنل كل المخططات والمشاريع من حقيقة أن فلسطين هي ملك الفلسطينيين، ولا يمكن أن تكون لغيرهم مهما كانت التكلفة عالية.. لكن في الجانب الآخر من وجه فلسطين، فهي وقف المسلمين في العالم كله.. وهذا يعني، أن واجباً دينياً يستدعي من المسلمين أن يقفوا عند مسؤلياتهم ودورهم في تحريرها من دنس الغزاة..
إن واجهنا العدو، سنموت…
وإن لم نواجهه سنموت…
فالأشرف لنا إن كان من الموت بدٌّ، فلنمت في مواجهة هذا الطغيان الشيطاني، الذي يريد أن ينزع منا كل شئ، حتى ديننا..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح نزع الخوف من قلوبنا للطغاة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله

اقرأ أيضا: تهديدات ترمب.. بين الفرعنة والهزيمة..!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى