إنترسبت: هكذا فسر “مدرس الإنجيل” لوزراء ترامب سبب انتشار “كورونا”
نشر موقع “إنترسبت” تقريرا أعده لي فانغ، يقول فيه إن رالف درولينغر، القسيس الذي يدير حلقات دراسية أسبوعية لتعليم الإنجيل للمسؤولين في إدارة ترامب، نشر تفسيرا عن أسباب انتشار فيروس كورونا.
ويشير التقرير، الذي ترجمه موقع “عربي21″، إلى أن درولينغر ناقش في منشورين على مدونة ودليل دراسة الإنجيل، الذي صدر قبل عدة أيام، أن الفيروس هو شكل من أشكال الغضب الإلهي على أمم، لكنه ليس عقابا إلهيا عظيما كالطوفان في العهد القديم وتدمير سدوم وعمورة.
ويلفت فانغ إلى أن درولينغر كتب قائلا: “فيما يتعلق بأزمة انتشار وباء فيروس كورونا، فإن هذا ليس غضبا من هجران الله ولا غصبا كارثيا، بل هو غضب على الأعمال وحصادها”، وأضاف أن “تقييما ذكيا للوضع يشير بقوة إلى أن أمريكا وبقية الدول في العالم تحصد ما زرعته الصين بسبب تهور قادتها وغياب الصراحة والشفافية”.
ويفيد الموقع بأن القسيس لم يفوت الفرصة لشجب من يعبدون “دين البيئة” و”الميول تجاه السحاقية والمثلية”، وقال القسيس في مدونته “هل الرب يحكم على أمريكا اليوم؟”، إن هؤلاء الأفراد اخترقوا “المناصب العليا في حكومتنا ونظامنا التعليمي وصناعة الترفيه.. هم مسؤولون بشكل كامل عن تداعيات غضب الرب على أمتنا”.
وينوه التقرير إلى أن درولينغر يبحث في حلقات دراسة الإنجيل في النصوص الدينية لتوضيح أن الرب قد يكون هو الذي تسبب بفيروس كورونا، وقال إن الفيروس قد يكون شكلا خفيفا من غضب الرب، مشيرا إلى أن علاجا له سيتم تطويره قريبا.
ويذكر الكاتب أن الموقع حاول الاتصال مع درولينغر، لكنه أحال الأسئلة إلى المؤسسة الصحافية التابعة له “كابيتال مينسريز”، وهي منظمة غير ربحية تدير حلقات تدريس الإنجيل، التي لم ترد على الأسئلة.
ويشير الموقع إلى أن حلقة تدريس الإنجيل التي يديرها درولينغر تلتقي كل أربعاء مع أعضاء في حكومة ترامب، وبينهم وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الإسكان والتطوير الحضري بن غارسون ووزيرة التربية بيتسي ديفوس ووزير الصحة أليكس أزار، الذي يعمل مع غارسون في لجنة المهام الخاصة لمكافحة فيروس كورونا، التي تقوم بإرشاد الحكومة الفيدرالية للرد على الوباء.
ويلفت التقرير إلى أن نائب الرئيس والعضو في لجنة المهام الخاصة، مايك بنس، يرتبط بحلقة تدريس الإنجيل، وكشفت الرسائل الإلكترونية التي حصل عليها موقع “غيزمودو” عن قيام مسؤولي الإدارة بالتنسيق مع مجموعة درولينغر لنقل جلسات حلقة تدريس الإنجيل إلى مكتب بنس في الجناح الغربي في البيت الأبيض.
ويقول فانغ إن 52 مشرعا على الأقل يشاركون في حلقات درولينغر التي يعقدها في الكابيتال هيل، التي تعقد كل يوم ثلاثاء وخميس، مشيرا إلى أن من الداعمين للحلقات زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن ماكارثي والسيناتور جون ثيون.
ويفيد الموقع بأنه يتم تقديم الدروس الإنجيلية من خلال أيديولوجية محافظة تركز على تفسير الأحداث الجارية عبر رؤية حزبية، مشيرا إلى أن دروس درولينغر قدمت مبررا لسياسة ترامب المتعلقة بالفصل بين أطفال المهاجرين غير المسجلين، ودعمت سياسات فرض ضرائب منخفضة على الأثرياء.
وينوه التقرير إلى أن الإرشادات التي وزعتها “كابيتال مينستريز”، التي وزعت على المسؤولين، تزعم أن “الإسلام والقرآن ليسا إلا سرقة من العهد القديم”، وأعلنت أنه “ليس كل مسلم إرهابيا لكن كل إرهابي دولي في الأزمنة الأخيرة كان مسلما”.
ويشير الكاتب إلى أن درولينغر هو لاعب كرة سلة سابق، وقضى الـ 24 عاما الأخيرة يجمع ما بين الدين والسياسة، وقادت زوجته دانييل درولينغر لجنة عمل سياسي للمساعدة على انتخاب سياسيين مسيحيين محافظين في كاليفورنيا، وأنشأ القس لاحقا مجموعة تهدف إلى تربية قادة سياسيين في سكرمنتو.
ويلفت الموقع إلى أن درولينغر ظل يعمل ولسنوات على الهامش، وفي عام 2004 قالت صحيفة “يونيون تربيون” في سان دييغو، إن الكثير من الجمهوريين في كاليفورنيا عبروا عن سخطهم لوجود مجموعة درولينغر التي ترفض عمل المرأة خارج البيت، ووصف درولينغر الكاثوليكية بأنها “أكبر دين مزيف في العالم”.
وينوه التقرير إلى أن “كابيتال مينستريز” شهدت نموا كبيرا في السنوات الأخيرة بعد تبني عدد من الجمهوريين لها، وفي عام 2010 أعلن درولينغر عن فرع جديد لها في العاصمة واشنطن، حيث جذب إليه أتباعا من المشرعين اليمينين المتطرفين، مثل النائبة ميشيل باتشمان.
ويفيد فانغ بأن المنظمة ركزت على جذب المحافظين المسيحيين إلى القيادة السيادية، ووسعت فروعها في 20 دولة، مثل المكسيك وهندوراس والبرازيل والأكوادور، مشيرا إلى أن درولينغر حدد في كتابه “إعادة بناء أمريكا: الخطوط الإنجيلية الأساسية” رؤيته بالوصول إلى عواصم العالم كلها.
ويورد الموقع نقلا عن المسؤول في المنظمة، براين هانسون، قوله: “لدينا هدف ببناء 200 فرع في 200 عاصمة فيدرالية في العالم”.
ويختم “ذا إنترسبت” تقريره بالإشارة إلى أن التقرير السنوي للمنظمة حفل بإرشادات عدد من النواب الجمهوريين.
(المصدر: هوية بريس)