إل سي إي: مسجد ستراسبورغ.. لماذا يثير تمويله كل هذا الجدل؟
تشهد فرنسا جدلا متزايدا بعد اتهام وزير الداخلية جيرالد دارمانان بلدية مدينة ستراسبورغ “بتمويل تدخّل أجنبي على الأراضي الفرنسية”، وذلك بعد موافقة البلدية على تقديم مساهمة مالية لبناء جامع “أيوب سلطان”.
وكانت بلدية ستراسبورغ التي تترأسها جان بارسيغيان -وهي من دعاة حماية البيئة- قد وافقت يوم الاثنين الماضي -من حيث المبدأ- على المساهمة بمليونين و500 ألف يورو في بناء هذا المسجد الجامع الذي يتوقع عند انتهائه أن يكون الأكبر في أوروبا.
وتتولى تشييد هذا المسجد الكبير جمعية “مللي غوروش” (Milli Görüş) الإسلامية التي يعتقد أنها على علاقة مع تركيا، وهي إحدى الجمعيات التي رفضت التوقيع على ما يعرف بـ”ميثاق قيم الجمهورية”.
وعلق موقع “إل سي إي” (LCI) الفرنسي على هذه القضية بالقول إنها ليست المواجهة الأولى بين بلدية بيئية والحكومة، لكنها على الأرجح واحدة من أكثر المواجهات رمزية، في وقت يناقش فيه مشروع قانون احترام مبادئ الجمهورية الذي يُعد ملفًا أولويًا بالنسبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال وزير الداخلية لرئيسة البلدية إننا “لا نجد هذا الأمر متماشيا مع المصالح الفرنسية”، موضحا أن “هذه الجمعية الموالية لتركيا لم ترغب بالتوقيع على ميثاق قيم الجمهورية”.
وأضاف دارمانان “نحن نعتبر أنّ هذه الجمعية لم يعد بوسعها أن تكون جزءا من الهيئات التي تمثّل الإسلام في فرنسا”.
وفي رسالة وجهتها لماكرون نفت رئيسة البلدية أن تكون قد تلقّت أيّ تحذير من أجهزة الدولة بخصوص هذا المسجد.
وأضافت أنه “إذا كان الأمر يتعلّق بتدخل أجنبي على الأراضي الفرنسية، فهذا أمر يخصّ الدولة والحكومة، لذلك من واجب الدولة أن تتحمل مسؤولياتها وأن تشارك المعلومات التي بحوزتها مع المسؤولين المنتخبين المحليّين”.
وتمثل مساهمة البلدية حوالي 10% من الكلفة الإجمالية لأعمال بناء هذا الصرح الذي تبلغ تكلفته الإجمالية حوالي 32 مليون يورو. وتدير “مللي غوروش” 71 مسجدًا في فرنسا، كما تتبع لها 300 جمعية وعشرات الآلاف من المسلمين في فرنسا.
(المصدر: الجزيرة)