مقالاتمقالات مختارة

إلى الشباب الملتزم من أبناء الدعوة الإسلامية

إلى الشباب الملتزم من أبناء الدعوة الإسلامية

بقلم د. محمد سعيد بكر

إلى من يحلمون بمستقبل ترتفع فيه راية الحق وتتلاشى فيه رايات الظلمات..

أعلم أن بعضكم أرهقته أبواب العمل الدعوي وثغوره .. فعمل في الجامعة والجامع والجمعية والمجمع.. وروح ذابت حرقة على المجتمع.. وقلب يرنو لأن يكون له مشاركات في ساحات الرباط والجهاد..

‏كل ذلك أدى إلى ضعف في واجبات مهمة منها؛ واجب بر الوالدين والتكافل الأسري وواجب الدراسة والتمكن في التخصص الحياتي..

‏ ومع غياب فقه الأولويات وتلاطم فقه الموازنات أجدك تتيه في حلقة مفرغة تمشي فيها كثيراً ثم أراك ترجع إلى نقطة البداية..

‏وهنا ينتابني شعور بواجب إسداء نصائحي لك..

?كن على صلة بربك مستخيراً له في مساراتك كلها.

?اجعل من برك لوالديك وقربك منهما وسيلتك لنيل التوفيق في برامجك الدعوية والحياتية كلها.

?إياك أن تفصل بين وجوب التفوق الدراسي والحياتي (لا مجرد النجاح) وبين التفوق في دعوتك .. فالمتفوقون دراسيا وحياتياً أكثر الناس جاذبية.. وبالتالي تزيد فرصتهم في تبليغ دعوتهم كلما انجذب الناس لهم واقتربوا منهم.

?لن تستطيع الإحاطة في جوانب العمل الدعوي كلها، فكن جامعاً بين تخصص دعوي تعطيه وقتاً أكبر لتبدع فيه في ميدان محدد، وبين مشاركات خفيفة عابرة في ميادين دعوية أخرى.

?كلما كان تأثيرك فيمن حولك من الدعاة أكبر، وكان حرصك على زرع الدافعية في نفوسهم نحو وجوب وبركة الدعوة والإصلاح.. كلما وجدتهم حولك كخلية نحل لا تتوقف.. وهكذا يحملون عنك، وتكون قد شاركتهم في أجر العمل المحمول.

?حرصك على الأخذ لا يقل أهمية عن حرصك على العطاء.. فلا يغوينك شيطان الدعوة بإنهاك قواك في العطاء ثم العطاء حتى ينضب معينك وتفقد كل شيء.. لأن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه.. فلا تنس زادك الروحي والفكري والبدني حتى لو تنازلت عن بعض الأعباء الدعوية.

?الواجبات ليست أكثر من الأوقات .. ولكنها تصبح أكثر من الأوقات إذا أصبت بداء التأجيل والتسويف.. وأضعت وقتاً فيما لا طائل من ورائه (ككثرة تقليب صفحات الواتس والفيس).

وختاما:

(احرص على ما ينفعك (من عمل الدنيا والآخرة) واستعن بالله ولا تعجز) .. وكن متفائلاً .. مستعداً لأخذ دورك واستثمار فرصتك في ترك بصمة وبسمة في الحياة.

(المصدر: موقع بصائر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى