مقالاتمقالات مختارة

إقرأ والنجاة

بقلم د. سعد الكبيسي

لم تكن أول كلمة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي: صلِّ أو صم أو سبِّح أو أنفق أو جاهد

إنما كانت كلمة (اقرأ)

اقرأ هي بداية الإعلان الأخير للدين والكتاب الخاتم والمهيمن

ولا هيمنة بدون اقرأ

اقرأ هي البداية في التربية والسياسة والاقتصاد والقوة

وكل الحياة

اقرأ هي البداية في بناء الفرد والمؤسسة والمجتمع والدولة والأمة

قد ضلَّ قوم كثيرون حين اغتروا بممارسة سياسة أو وفرة مال أو وجود قوة أو اقدار للزمان موافقة فشحوا على أنفسهم بالعلم والتطوير الدائم لتأتيهم شدائد الأقدار فتربكهم أو تقضي عليهم دون زاد أو رصيد من سعة أفق أو رؤية للحاضر واستشراف للمستقبل

من لا يقرأ ويتعلم باستمرار سوف يستهلك نفسه ويكرر سلوكه ويستنفذ رصيده من الخبرة يوما بعد يوم

العلم هو الشيء الوحيد الذي أمر الله نبيه الاستزادة منه “وقل ربِّ زدني علما”

وقد لاموا ابن المبارك على استمرار التعلم والقراءة والدرس في آخر حياته فقال:

“لعل الكلمة التي أنتفع منها لم أصلها بعد”

العلم اصل ومرجع ومعيار وحاكم يهب لك

السياسة والمال والقوة والتربية ولا عكس

اقرأ تصنع البصيرة والوعي والحذر ومن زهد فيها سهل تضليله واستثارته واستثماره

لإقرأ ضريبتها من الجهد والبذل والتحدي لكنها طيبة الثمار يانعة القطاف

اقرأ منهاج طويل وإصرار على التعلم لفرد ناهض ومجتمع ناهض ودولة وامة ناهضة

اقرأ لن تجد ثمرتها في بوست فيسبوك عجلى او تغريدة تويتر مقتضبة او مقال عابر

“اقرأ باسم ربك الذي خلق”

ربانية البداية

“خلق الانسان من علق”

لا يعلم شيئا

“اقرأ وربك الأكرم”

فغاية إكرامه هو العلم والفتح لمن قرأ

“الذي علم بالقلم”

هداية للوسيلة

“علم الانسان ما لم يعلم”

فلا علم بدون إقرأ ولا انتفاع بدون توفيق

اقرأ هي البدء الحق وزاد الطريق والمنتهى المأمول

(المصدر: رابطة علماء السوريين)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى