أيمن الزبير – الجزيرة.
انعكس النمو المطرد لقطاع صناعة الحلال في أوروبا على الدورة الثانية لمعرض “منتجات الحلال”، الذي يقام بالعاصمة الإسبانية مدريد وشارك فيه أكثر من 100 شركة محلية وعالمية.
وتناول المشاركون في المعرض هذه الصناعة بمختلف مجالاتها، كالسياحة ومواد التجميل والطب والملابس والخدمات المالية، وغيرها من المنتجات المباشرة وغير المباشرة.
ووفقا للمنظمين، فقد ساهم المعرض بدورتيه في تعريف الجمهور الإسباني والأوروبي بمصطلح “الحلال”، فزاد اهتمام قطاعات مفصلية في الاقتصاد الأوروبي بهذه المنتجات، ومنها البنك المركزي الإسباني الذي خصص نشراته الاقتصادية الدورية لشرح أهمية البنوك الإسلامية.
وكشف رئيس شركة أمبر كونكت المنظمة للمعرض أنور محمد المزوغي أن اختيار مدريد لاستضافة المعرض يرجع إلى كونها تمثل بوابة الدخول من المغرب العربي إلى أوروبا، وإلى تاريخها الأندلسي العريق، وعلاقاتها مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة لوجود جالية إسلامية مهتمة بالتجارة والتبادل الاقتصادي.
قطاع السياحة
وشاركت قطاعات مختلفة في المعرض، من أبرزها الصناعات الغذائية والخدمات المالية والاستثمارية، إضافة إلى قطاعات أخرى مثل الأدوية وطب الأعشاب ومنتجات التجميل والموضة الحلال، مما يشير إلى امتداد هذا الاتجاه إلى مختلف المجالات.
أما قطاع السياحة بفنادقه وشركاته المهتمة بتقديم خدماتها من الطعام والبرامج السياحية المناسبة لزبناء مسلمين، فقد كان حضورها لافتا في المعرض، نظرا لأهمية هذا القطاع.
وتشير إحصاءات مؤسسة “حلال” الإسبانية إلى أن المسلمين أنفقوا في عام 2014 ما يعادل 142 مليار دولار على السياحة، كما تفيد التقديرات أن الإنفاق على السياحة الحلال سيصل إلى 233 مليار دولار في عام 2020، وسيمثل 13% من الإنفاق على السياحة في العالم.
مشاريع ووظائف
في السياق، أتاح نمو صناعة الحلال في أوروبا فرصا كبيرة لإنشاء مشاريع واستحداث وظائف في مجال التجارة وقطاع الأعمال على المستويين المحلي والدولي، مع تنامي أعداد الجالية المسلمة بالقارة، لتتجاوز 44 مليون نسمة.
ويرى ممثل بنك البركة بالمعرض خالد زروق أن الاهتمام الواسع بصناعة الحلال يرجع إلى الأمان الذي توفره الصيغة الإسلامية في التعامل البنكي، خاصة في مدينة لندن التي تعد الأولى في أوروبا بقطاع البنوك الإسلامية.
من جهته، اعتبر ممثل مؤسسة “حلال” الإسبانية طارق عزوز تاجا أن النظرة الاستراتيجية التي اعتمدتها بعض الشركات ساهمت في نجاح هذا القطاع، موضحا أن الأزمة الاقتصادية التي شهدتها إسبانيا أجبرت بعض المنتجين على الرهان على أسواق خارجية في الدول العربية ودول جنوب شرق آسيا.