أكد المجتمعون في مؤتمر علماء المسلمين الآسيويين حول تحرير فلسطين والمسجد الأقصى والذي عقد في ولاية شاه عالم/ سلانجور، ماليزيا، الذي نظمته الأمانة العامة الملايوية لفلسطين، بالتعاون مع المجّلس الاستشاري الماليزي للمنظمة الإسلامية “مابييم”، وأمانة جمعية علماء مسلمي آسيا “شورا”، والذي حضره وشارك فيه مندوبون عن ماليزيا وأندونيسيا وتايلند وفلسطين وإيران ومصر وسوريا ولبنان وكمبوديا، وهم يمثلون مندوبين عن عشرين منظمة دولية ومحلية.. على عدة قضايا هامة تمس المسجد الأقصى حيث أعلنوا إطلاق حملةٍ عامةٍ ورسم خطةٍ استراتيجية خلال الإثني عشر شهراً القادمة من أجل الأقصى.. ورأوا أن إعلان الكيان الصهيوني ضم القدس والمسجد الأقصى إليها، بعد احتلالها لبقية فلسطين والشطر الشرقي من مدينة القدس، عملٌ باطلٌ وغير مشروع، كما بينوا أن إهمال الأمة الإسلامية وتقصيرها في مواجهة دولة الكيان الصهيوني، أدت إلى زيادة جرائم العدو وانتهاكاته المفرطة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، فيما دعوا دول الحصار على دولة قطر لإنهاء حصارهم والعمل على تسخير كل الجهود الممكنة لتوحيد الأمة، لتكون قادرة على مواجهة الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى.
وهذا هو نص البيان الصادر عن المؤتمر:
نحن المشاركون في مؤتمر علماء المسلمين الآسيويين حول تحرير فلسطين والمسجد الأقصى، المنعقد في 18-19 محرم 1439هــ، الموافق 9-10 أكتوبر 2017، في ولاية شاه عالم/ سلانجور، ماليزيا، الذي نظمته الأمانة العامة الملايوية لفلسطين، بالتعاون مع المجّلس الاستشاري الماليزي للمنظمة الإسلامية “مابييم”، وأمانة جمعية علماء مسلمي آسيا “شورا”، والذي حضره وشارك فيه مندوبون عن ماليزيا وأندونيسيا وتايلند وفلسطين وإيران ومصر وسوريا ولبنان وكمبوديا، وهم يمثلون مندوبين عن عشرين منظمة دولية ومحلية.
من أجل الأقصى
أكدنا خلال جلسات المؤتمر التي امتدت ليومين متتاليين، في أجواء وديةٍ من الحوار الجاد والمسؤول، تناول فيه المتحدثون جوانب مختلفة من قضية المسلمين الأولى، القدس وفلسطين، وتخللته عروض مصورة عن القدس والمسجد الأقصى، على القضايا التالية :
1- إعادة التأكيد على أهمية الكفاح المسلح والمقاومة بكل أشكالها لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى، ووجوب اهتمام الأمة بها سبيلاً لتحقيق الأهداف، وطريقاً للوصول إلى الغايات المشروعة للشعب الفلسطيني.
2- إن نكبة ضياع فلسطين قبل 70عاماً، التي تأتي اليوم في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، كانت نتيجةً حتميةً لحالة الانقسام الأليمة التي سادت أنظمتنا الإسلامية، وللأدوار الخيانية التي ارتكبها بعض قادة المسلمين، الذين تمسكوا بالسلطة وطمعوا في ثروات الأمة وبددوها، وانشغلوا بملذاتهم وأهوائهم عن فلسطين وقضايا الأمة، وقصروا في محاولات النهوض بشؤون الأمة الإسلامية، وأهملوا تعاليم الإسلام الحقيقية السامية.
3- إن الحصار غير الإنساني الذي تفرضه دولة الكيان الصهيوني على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات، جريمة دولية كبيرة ضد الإنسانية، ينبغي على المجتمع الدولي كله أن يمارس ضغوطه على حكومة الكيان لرفع الحصار، وتمكين الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من العيش بحريةٍ وكرامةٍ، وفي هذا المجال ندعو الحكومة المصرية لإنهاء حصارها الذي تفرضه على قطاع غزة، وندعوها لفتح معبر رفح الحدودي بينها وبين قطاع غزة، ووقف سياسة إغلاقه المستمرة.
4- إن تحرير فلسطيني والمسجد الأقصى يلزمه اتحاد الأمة الإسلامية جمعاء، ومواصلة العمل المشترك المخلص والدؤوب، ومواجهة كل أشكال مناهضة الإسلام، والتصدي لكافة محاولات التقسيم والتفتيت التي تعاني منها الأمة الإسلامية.
تدخل اليهود في الأقصى مرفوض
5- إن استمرار الاحتلال الصهيوني لفلسطين جريمةٌ كبيرة يجب أن تنتهي، وإن تدخل اليهود السافر وغير المشروع في شؤون بيت المقدس والمسجد الأقصى، لهو عملٌ مدانٌ ومرفوض، وهو جريمةٌ ضد الإنسانية وانتهاك فاضحٌ لحقوق الإنسان، ومخالفة صريحة للقوانين الدولية.
6- إن إعلان الكيان الصهيوني ضم القدس والمسجد الأقصى إليها، بعد احتلالها لبقية فلسطين والشطر الشرقي من مدينة القدس، عملٌ باطلٌ وغير مشروع، وقد رفض المجتمع الدولي الاعتراف به أو القبول بشرعيته، بل عده عملاً عدوانياً عسكرياً لا يقر به القانون الدولي ولا يعترف بتبعاته.
7- إن إهمال الأمة الإسلامية وتقصيرها في مواجهة دولة الكيان الصهيوني، أدت إلى زيادة جرائم العدو وانتهاكاته المفرطة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، وضاعفت من جرائم القتل والاعتقال التي يرتكبها في حق الفلسطينيين، وزادت عمليات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، الذين باتوا ينتهكون حرمته ويدنسون مقدساته ويهينون أهله، ومنعت السلطات العسكرية الفلسطينيين المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى والأماكن الدينية المقدسة.
8- يصر المستوطنون اليهود والمنظمات الصهيونية المختلفة على السيطرة على المسجد الأقصى، وحرمان المسلمين منه، الأمر الذي دفع بالفلسطينيين إلى التظاهر والثورة ضد الممارسات والسياسات الإسرائيلية، التي تستهدف المسجد الأقصى وهويته الإسلامية، وتتعرض للسكان المقدسيين بالسوء والإهانة والتعذيب والقتل والاعتقال.
9- إن وجود الكيان الصهيوني وجودٌ باطل، ويجب محاربته ومقاومته بكل السبل الممكنة، وإن أي محاولاتٍ للاعتراف بشرعيته لهو جريمة كبيرة في حق الأمة الإسلامية، وهو خيانة للمسلمين وللفلسطينيين، وهو مسعى باطلٌ ومدانٌ ولا ينبغي أن تقبل به الأمة وترضى عنه.
10- تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول أوروبا الغربية المسؤولية القانونية والأخلاقية، والسياسية والإنسانية تجاه جرائم العدو الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني، فهم الذين يمنحون الكيان الصهيوني رخصة العدوان وارتكاب الجرائم وقتل الفلسطينيين واعتقالهم وتعذيبهم، وطردهم من أرضهم وانتزاع حقوقهم منهم.
حصار قطر أثّر على المقاومة الفلسطينية
11- نظراً إلى الاثار السلبية التي نتجت عن الحصار والمقاطعة التي قامت بها كل من المملكة العربية السعودية وحلفاؤها تجاه قطر فإننا نرى أن هذه الإجراءات قد أثرت على المقاومة الفلسطينية، وندين أي مساعي عربية أو إسلامية لإقامة علاقات دبلوماسية، إذ أن هذا الاعتراف من شأنه أن يزيد من جرائم إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، فإسرائيل دولةٌ لا تردعها غير القوة، ولا يوقفها عن جرائمها إلا المقاومة.
أمام هذا المعطيات والمعلومات، وفي مواجهة هذه الحقائق والمخاطر، التي لا يستطيع أحدٌ إنكارها أو إهمالها وتجاوزها، فقد رأى المشاركون في المؤتمر التالي…
أولاً: دعوة قادة ورؤساء وحكام وملوك دول منظمة المؤتمر الإسلامي للتحرر من التبعية للغرب، وعدم القبول بأن يكونوا أدواتٍ بين يديه، ودعوتهم لإعادة بناء وحدة الأمة الإسلامية، والاستفادة من ثرواتها وخيراتها لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة.
ثانياً: وجوب التصدي لكافة الحروب التدميرية العبثية التي تمارس ضد شعوب الأمة الإسلامية بالوكالة، في كلٍ من سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان، والعمل على بذل كل الجهود الممكنة لوضع حدٍ قاطعٍ لهذه الصراعات، وتوجيه مقدرات الأمة وقوتها لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب.
استعادة العلاقات وفك حصار قطر
ثالثاً: دعوة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لاستعادة علاقاتهم الدبلوماسية مع دولة قطر، وإنهاء الحصار الذي فرضته السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر على قطر، والعمل على تسخير كل الجهود الممكنة لتوحيد الأمة، لتكون قادرة على مواجهة الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى.
رابعاً: مطالبة الأمم المتحدة بوجوب فرض قراراتها على دولة الكيان الصهيوني، وتصنيفه كدولة احتلالٍ وفصلٍ عنصري، ويجب إعادة الاعتبار إلى تقرير منظمة الأسكوا الدولية الذي وصف إسرائيل بأنها دولة عنصرية، واعتبار هذا التقرير أحد وثائق الأمم المتحدة.
ودعا المؤتمرون دول العالم كافةً إلى قطع علاقاتها بدولة الكيان الصهيوني، وممارسة الضغط عليها لتتوقف عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
خامساً: دعوة جميع علماء الأمة الإسلامية، والناشطين في مجالات حقوق الإنسان، والمدافعين عن القدس والمسجد الأقصى، إلى تنسيق الجهود فيما بينهم، والعمل بصورة مشتركة ومنظمة لمواجهة جرائم الكيان الصهيوني، والعمل على تعبئة قدرات الأمة الفكرية والسياسية والعلمية والتشبيك فيما بينها، وربطها معاً للاستفادة منها في تطوير الفهم الإسلامي العام لمواجهة الحملات التي تشن ضده، وللتصدي لكل المؤامرات التي تستهدف الأمة في مقدساتها وأوطانها وشعوبها.
حملة من أجل نصرة الشعب الفلسطيني
سادساً: يعلن المؤتمرون الممثلون لعلماء المسلمين في آسيا، عن إطلاق حملةٍ عامةٍ ورسم خطةٍ استراتيجية خلال الاثني عشر شهراً القادمة، وتقوم الخطة المقترحة على التالي:
1- إطلاق أوسع حملة جماهيرية عربية وإسلامية لدعم نضال الشعب الفلسطيني، وإعلان تضامننا معهم لتحرير أرضهم وتطهير مقدساتهم واستعادة حقوقهم وممتلكاتهم، على أن تكون حملةً منظمة ومنسقة بهدف الاستفادة من جهود الأمة وقدراتها، وعدم إهدارها والتفريط بها.
2- العمل على وضع مناهج علمية وتدريسية في جامعات الأمة ومدارسها، تتضمن مساقاتٍ خاصة حول القدس وفلسطين والمسجد الأقصى، لتنوير الأمة بأحوالها، وتذكيرها بدورها، وتحفيزها للقيام بواجبها من أجل فلسطين والمسجد الأقصى.
3- العمل على نشر المعلومات الصحيحة والدقيقة عن القدس والمسجد الأقصى، والاستفادة من التطور التقني والانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، لتعميم أفكارنا والدفاع عن قضايانا، ومواجهة حملات التكذيب والتضليل الإسرائيلية.
وفي هذا المجال سنبدأ العمل على إنشاء عددٍ من المشاريع الإسلامية في آسيا، بهدف تنسيق الجهود وتبادل المعلومات مع مختلف المؤسسات العاملة من أجل القدس وفلسطين، كما سنعمل على إنشاء معارض آسيوية جوالة تتناول قضية القدس وفلسطين، وسنعمل على إقامتها وعرضها في أكثر من دولةٍ ومكانٍ.
4- العمل على مواصلة التعاون الإسلامي بين مختلف المؤسسات الإسلامية العاملة من أجل فلسطين، والتنسيق فيما بينها في مجال الإعلام، والعمل على إقامة ورش عملٍ مشتركة وندواتٍ ومؤتمراتٍ مختلفة من أجل توعية الأمة بقضية فلسطين والمسجد الأقصى، وتنبيهها إلى الأخطار الحقيقية المحدقة بها.
مقاطعة العدو الصهيوني
5- التعاون الجاد مع الحملة الدولية لمقاطعة الكيان الصهيوني (BDS)، ودعم جهودها الرامية إلى فضح الممارسات الصهيونية، والعمل معها ومع مختلف الجمعيات المشابهة لفرض مقاطعة حقيقية وجادة على الكيان الصهيوني، ودعوة دول العالم إلى التوقف عن عقد صفقاتٍ تجارية وإبرام معاهداتٍ واتفاقياتٍ علمية وغيرها معها، كونها دولة احتلالٍ عنصريةٍ، تمارس الظلم والبغي ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.
6- العمل على تفعيل تقرير منظمة الأسكوا، وإنشاء مجموعات دولية مناصرة للشعب الفلسطيني، بقصد مناهضة التمييز العنصري الذي تمارسه في حق الفلسطينيين، ومحاولة تنظيم مظاهرات واعتصاماتٍ دولية لفضح سياساتهم العدوانية، وكشف اعتداءاتهم المتعددة.
7- تنسيق الجهود الإسلامية الشعبية والرسمية لتنظيم عمليات دعم ومساندة الشعب الفلسطيني، وتعويض أسر الشهداء والأسرى والمعتقلين، ومساعدة الجرحى والمتضررين والمحتاجين من أبناء الشعب الفلسطيني.
8- تنظيم حملاتٍ نسائية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وإبراز دور المرأة المسلمة في نصرة وتأييد المرأة الفلسطينية والدفاع عنها وحماية حقوقها، ومحاولة تسليط الأضواء على دور المرأة الفلسطينية المناضلة المجاهدة، ومساهماتها في المقاومة وتضحياتها الكبيرة في سبيل تحرير فلسطين والمسجد الأقصى، خاصةً دور المرابطات المقدسيات في الدفاع عن حرمة المسجد الأقصى.
9- العمل على النهوض بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في كل مكان، والاهتمام بهمومهم ومشاكلهم، وعدم التخلي عنهم وتركهم، فهم يعانون ظروفاً صعبة، ويحرمون من وظائف كثيرة، ويشكون من نقصٍ مستمر وإهمالٍ متعمد، وعلى الدول التي تستضيفهم أن تهتم بهم وأن تكرمهم، وأن تحافظ على حقوقهم وتعمل على النهوض بهم، فهم ضيوفٌ عليها حتى تتحرر بلادهم ويعودوا إلى أوطانهم.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)