إعلانُ وقف إطلاق النار في غزة
بقلم عارف بن أحمد الصبري “عضو هيئة علماء اليمن” (خاص بالمنتدى)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين:
وبعد:
فبفضل الله وعونه وتوفيقه تم إعلانُ وقف إطلاق النار في قطاع غزة جبراً، ورغمَ أنفِ الصهاينة وأمريكا وأذيالهما.
نعم تم إيقاف إطلاق النار عند الدخول في هدنةٍ لتبادل الأسرى المدنيين.
تم إيقاف إطلاق النار تحت مسمى هدنةٍ إنسانيةٍ، وبإلحاحٍ ورغبةٍ صهيونيةٍ أمريكيةٍ؛ لحفظ ماء الوجه الذي لم يبقَ منه شيءٌ بفضل الله، ثم بسبب طوفان الأقصى.
تمَّ إيقاف إطلاق النار، وبمشيئة الله تعالى لن يتجرأ الصهاينةُ على استئنافِ إطلاق النار، فقد بذلوا هم والأمريكان ما في وسعهم، ولم يَعُد في مقدورهم أن يفعلوا شيئاً لتحقيقِ أهدافهم في غزة؛ فقبلوا صاغرين بإيقاف إطلاق النار وفق شروط المجاهدين من حركة حماس.
نعم فقد أوقفوا إطلاق النار بذريعةِ الهدنة التي يسمونها إنسانيةً.
إن ما حصلَ هو إيقافٌ لإطلاق النار، وليس هدنةً؛ لإنها هدنةٌ حبلى بِهُدَنٍ، هدنةٌ تلدُ هدنةً، وستصلُ بإذن الله إلى وقفٍ لإطلاق النار وبشروط حماس بإذن الله.
إن الذي أحدثه طوفان الأقصى شيءٌ يفوق الخيال ويعجزُ العقل عن تفسيره، وإننا بمنطق الشرع الإسلامي نقول: إن ما حصل أمرٌ مُعجِزٌ خارقٌ للعادة، كرامةً لأولياء الله في غزة أصحاب الحق، المظلومين، الذين اعتصموا بحبل الله، وأخذوا بالأسباب الإيمانية والمادية.
إن هذا الطوفان المبارك هو نتيجةٌ وثمرةٌ للجهاد في سبيل الله.
إن الجهاد في سبيل الله هو التجارةُ الرابحةُ مع الله جلَّ جلاله. فالمجاهدون باعوا، والله اشترى، وربح البيع يا أبناء غزة، وصدق أبو عبيدة حيث يقول: (وإنه لجهاد نصرٌ أو استشهاد).
نعم هناك أوراقٌ بيد المقاومة مما تَفضَّل الله بها عليهم، كَبَركةٍ من بركاتِ الجهاد في سبيل الله، وهناك أسرارٌ ستظهر مع الأيام بإذن الله تعالى.
وقد قلتُ بفضلِ الله عند بدايةِ الهدنة، وأكررُ ما قلتُ: (اللهم هدنةً في غزة كصلحِ الحديبية، يعقبُها فتحٌ مبينٌ، ونصرٌ قريبٌ، ودخولُ الناسِ في دين الله أفواجاً، ونصراً كنصرِ غزوة الأحزابِ يُعَزُّ فيه أهل فلسطين، ويُذل فيه الصهاينة المحتلون، ونغزوهم بعد ذلك ولا يغزونا، وخزياً وذلاً للصهاينةِ المجرمين، كما حصل لإسلافهم: من بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة.
أيها المسلمون جميعاً:
ما حصل في غزة هو خارطةُ الطريق للتحرر من الظلم، وعبودية الإنسان للإنسان، والانتصار للمظلومين، وإقامة الدين الحق، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإقامة العدل، وسيادة القانون الرباني الذي يمثل الحق المطلق والرحمة للعالمين.
أيها المسلمون:
عودوا إلى دينكم، وأصلحوا حالكم مع الله، فالعالمُ كله بحاجةٍ إليكم؛ لإنقاذهم مما حلَّ بهم من طغيان الحضارة الغربية المادية المتوحشة، التي دمرت إنسانية الإنسان، والتي لم يعد لديها ما تقنع به الإنسان باستحقاقه للوجود.
نعم إن العالم اليوم بحاجةٍ إلى إنقاذٍ من النظم المادية المتوحشة، ولن يجد الإنسانُ الأمن والطمأنينة والسعادة إلا في الإسلام.
أيها الناس جميعاً:
إننا ندعوكم للدخول في الإسلام، دين الله رب العالمين، وندعوكم للتعرف عليه كما هو، بعيداً عن تشويه أعدائه له، وبعيداً عن جماعاتٍ وفرقٍ ليست من صنعه، ولا من إنتاجه، أنتجها خصومُ الإسلام، وصدروها باسم الإسلام زوراً وبهتاناً.
ندعوكم جميعاً للتعرف على مباديء الإسلام فهو الحق المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
كما ندعوكم بعيداً عن الإعلام المعادي للتعرف على أهل غزة كمنتجٍ مصغرٍ للتربية الإسلاميةِ،
مع كل ما يواجهونه من الحرب والتضييق.
واعلموا أن الأسلام حجةٌ على الجميع، ولا يوجد أحدٌ منا حجةً عليه.
وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.