إسهامات مدرسة إسلامية المعرفة في العلوم السياسية
إعداد أ. أماني أيمن
منذ ظهور التفكير الفلسفي وقد عني الفلاسفة بقضايا المعرفة والوجود والقيم، وكان مبحث المعرفة (الإبستمولوجي) من أكثر المباحث التي تعرضت للعديد من الجدل والتساؤلات حول ماهية المعرفة: ما هو مصدر المعرفة؟ وهل المعرفة ممكنة؟ ثم جاء الصراع بين اتجاهين؛ الاتجاه السفسطائي الذي ادعى نسبية المعرفة، فلا توجد حقيقة مطلقة ولا شيء هو أصدق من شيء؛ بل إن المعرفة نسبية، فما يدعيه الفرد هو حقيقة بالنسبة له وإن كان مناقضًا للحقيقة أو ماهية الشيء المتناول بالبحث، فكان على الجانب الآخر اتجاه يحاول تحرير الوعي والفكر من ذلك اللبس الذي أشاع الغموض والاضطراب في الرؤية، فكان سقراط يحاول أن يثبت أن الحقيقة مطلقة؛ فلا توجد حقيقة بعدة أوجه بل للحقيقة وجه واحد، وأن مهمة الفرد هو البحث عن تلك الحقيقة، وهذه هي (الحكمة): أن تولع بالحقيقة فقد تصل وقد لا تصل؛ ولذلك كان التعريف الكلاسيكي للفلسفة هو (فيلوسوفيا): أي حب الحكمة، فالفيلسوف ليس لديه حكمة أو حقيقة مطلقة؛ بل هو من يسعى للحقيقة المطلقة، فما يحركه هو حبه للمعرفة.
(المصدر: مركز نماء للبحوث والدراسات)