إسرائيل تطلب من الفلسطينيين النزوح، لكن المستوطنين هم من نزحوا
في تحولات غير متوقعة وسط الأزمة الجارية التي أطلق عليها اسم “طوفان الأقصى”، طالبت إسرائيل الفلسطينيين في غزة بالنزوح، متوعدةً بعمليات عسكرية واسعة. الغريب في الأمر أن الواقع كشف نزوحاً ملحوظاً ليس من قبل الفلسطينيين، بل بين المستوطنين الإسرائيليين أنفسهم، في ظل تصاعد عمليات القسام البطولية التي هزت الأرض تحت أقدام الاحتلال، مخلفة خسائر كبيرة وأسر أكثر من 200 إسرائيلي.
الهجمات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة، التي أسفرت عن مقتل العديد من النساء والأطفال الأبرياء، أثارت موجة استنكار دولية واسعة. الصور المروعة للدمار والخراب أصبحت محور تغطيات إعلامية عالمية وموضوع نقاشات حادة على منصات التواصل الاجتماعي.
“الأيام الأخيرة شهدت تحولات لم نكن نتوقعها. حيث أن الفلسطينيين لم يستجيبوا لنداءات النزوح، بينما بدأ المستوطنون يتركون منازلهم ومستعمراتهم خوفًا من التصعيد المستمر,” قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ملمحًا إلى الحالة النفسية المتردية والخوف الذي بدأ يتغلغل بين صفوف المستوطنين.
المجتمع الدولي لم يبق صامتًا أمام هذه الأحداث. المنظمات الحقوقية والجهات المعنية دعت بشكل متزايد لتحقيقات دولية في الجرائم المفترضة التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين في غزة. كل هذا يحدث في ظل حالة من الرعب تجتاح المستوطنين، مما يدفعهم للبحث عن ملاذات آمنة.
في هذا السياق، قال رئيس اتحاد الفنادق الإسرائيلية: “لم نكن نتوقع أبدًا أن نشهد هذا النوع من النزوح الجماعي بين المستوطنين. نحن نستعد الآن لاستيعاب أعداد كبيرة ونوفير الدعم اللازم في هذه الأوقات العصيبة.”
تتواصل الدعوات الدولية لوقف العنف والعودة إلى طاولة المفاوضات، في وقت يشهد فيه المجتمع الدولي تحولات وتغيرات في مواقفه إزاء الصراع، ويصبح واضحًا أن الأحداث الأخيرة قد تغيرت ديناميكيات الصراع بشكل لم يكن متوقعًا
المصدر : الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين