إستياء مسلمي فرنسا بعد وصفهم بـ”الطابور الخامس”
عبّر قادة الجالية المسلمة في فرنسا، عن غضبهم الشديد من تصريحات نائب يميني، وصفت المسلمين بـ “الطابور الخامس” ووصفوها بـ “العدائية” و “غير اللائقة بتاتاً”.
وفي بداية الأسبوع الجاري، وصف النائب اليميني من حزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” الفرنسي، كريستيان استروزي المسلمين بأنهم “طابور خامس” تواجهه الدولة الفرنسية، مشيرا إلى أن “حرب عالمية ثالثة قد أعلنت ضد الحضارة اليهودية المسيحية بواسطة الفاشية الإسلامية”، وفق ما ذكرت صحيفة “لوموند الفرنسية”، وكان “كريستيان استروزي” قد أدلى بهذه التصريحات الصادمة في ظهور له على قناة “فرانس 3”.
وأدان رئيس المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا “خالد زكري” تصريحات النائب، مؤكدا على أنها “تصريحات قذرة” في حوار له على إذاعة “إر- تي ـ ل الفرنسية”، وقال خلال تصريحه “إنني مستاء ومشمئز من هذه التصريحات القذرة”، وأضاف “أستنكر بشدة هذه التصريحات الخطيرة التي تنادي بالكراهية والعنف، فالنائب اليميني أصبح يستخدم مصطلحات خاصة باليمين المتطرف ويعمل على هذا النحو”، كما لم يتوان “خالد زكري” بوصف استروزي بعبارة “مجند الإرهابيين”.
وأكد أيضا “خالد زكري”، أن المسلمين لم يعد بمقدورهم تحمل التصريحات العنصرية التي يدلي بها السياسيون، فهذه التصريحات “تيسر استقطاب الإرهابيين للشباب ذوي النفوس الضعيفة”، على حد قوله، لأنها توفر للإرهابيين الحجج الكافية للتأثير بها في الشباب.
وعبر رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، “محمد موساوي”، عن أسفه الشديد من تصريحات النائب اليميني، مدينا هذا الربط الصادم بين دين الإسلام السمح بالفاشية، الذي من شأنه وصم الجالية الفرنسية المسلمة، وقال “محمد موساوي” في بيان له : إن “اتحاد منظمات فرنسا يذكر بأن قول الحقيقة يتطلب لغة منصفة قبل كل شيء، بعيدا عن أي تصعيد أو مغالطة قد تزيد من حدة الكراهية والشقاق، وقد تخدم مصالح المتطرفين أيضا”، وأضاف “إن اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا يدعو كل رجال السياسة في فرنسا إلى مزيد من الرقي في تصريحاتهم وإلى تجنب الوصم والمغالطات”.
وعلى المستوى السياسي، أثارت هذه التصريحات ردود فعل حادة من قبل مسؤولي الأحزاب السياسية في فرنسا، فاستنكر نائب “الجبهة الوطنية” اليمينية المتطرفة، “فلوران فيليبو”، “هذا الإفراط في الكلمات التي يسعى من خلالها كريستسان استروزي إلى جذب المزيد من الناخبين”، أما من جهة الحزب الحاكم حاليا، فقد انتقد رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان الوطني الفرنسي، “برونو لورو”، تصريحات النائب اليميني قائلا : “هذا خطاب متطرف وغير عقلاني، يصب في المصالح الانتخابية لحزب اليمين فقط، فكريستيان استروزي يبحث له عن ناخبين جدد، وعلى العموم فتصريحات هذا النائب المتطرف تخالف مبادئنا الجمهورية”.
كما أدانت وزيرة الرياضة السابقة “راما ياد” هذه التصريحات، وذكرت أن “أولى ضحايا التنظيمات الإرهابية هم المسلمون أنفسهم، وهذه التصريحات العنيفة والمبالغ فيها تنم عن الضعف والعداء”.
ورغم تنامي الأعمال المعادية للإسلام في فرنسا، إلا أن المسلمين يحاولون جاهدا تجاهل هذه التصريحات الصادمة التي تستشري غالبا عند قرب أي استحقاقات انتخابية، ومع ذلك لا تخفي الجالية المسلمة قلقها من هذه الكراهية المتزايدة تجاهها دونما سبب وجيه، بحسب وكالة “اينا”.