مقالاتمقالات مختارة

إرهابي شهواني وفاسد.. صورة المتدين في السينما العربية

إرهابي شهواني وفاسد.. صورة المتدين في السينما العربية

بقلم جمال الدين الجزائري

كثير من المسلسلات والأفلام العربية التي يكون أحد أبطالها شخصية إسلاموية، تجد أن كاتب القصة دائما يقدمه على أنه ذلك الإرهابي الذي لا يطيق العيش مع الناس، بل يعتقد أنهم كفار ويجب ذبحهم، بل الأكثر من هذا يحاول تطبيق شرع الله عليهم بطريقته، فلا أعلم هل هذا واقع منسوب عربي معروف عند الناس أجمعين، أم أن بعض صناع السينما يريدون تركيز على هذا الأمر لنية الهجوم على الإسلاميون، ولماذا في بعض الأحيان يقدمون الإسلاموي على أنه ذلك السياسي الإرهابي الشهواني الذي ممكن يتزوج حتى 7 نساء، كما أنه يفكر في الموت منتحرا لنيل الشهادة من أجل لقاء حور العين، وهل قتال المسلمين يجعله يعرف الجنة رغم أن السنة النبوية تؤكد أن القاتل والمقتول في النار، فلماذا هذه الصورة غير الواضحة على هؤلاء الإسلاميون؟!

صحيح الداعية الإسلامي أو شيخ من شيوخ الدين حينما يختلط بالسياسة يصبح إسلاموي يحاول استغلال الدين لتطبيق مصالحه الشخصية، وقد حدث عدة مرات وفي عدة دول إسلامية وعربية، حينما ثم استغلال الدين حدثت فتنة شيطانية راح ضحاياها مسلمين أبرياء، لكن هل كل ملتحي مسلم هو إسلاموي سياسي إرهابي شهواني عند صناع السينما العربية، الجواب نعم لأن تقديم هؤلاء في الأفلام ومسلسلات العربية يوضح أنها فكرة مقتنع بها الكاتب، ويرحب بها المنتج وينحني لها المخرج، وحتى الممثل تجده يقدم الشخصية بطريقة كوميدية وكأنه سعيد بالهجوم على من لا يتفق معهم فكريا، حسنا لنتفق على أن الإسلاموي أصبح شخصية واقعية في المجتمع الإسلامي العربي، لكن ألا يحق علينا أن نطرح إشكالية معقدة، هل السينما العربية تهاجم الإسلام بالهجوم على الإسلاميون؟

للإسلام دخلاء من بينهم الاستغلاليون والمتطرفين والمتشددين، وعدة دخلاء معروفين وجميعهم يعتقدون أنهم الطائفة الناجية، وأنهم الوحيدون الذي يعرفون طريق الجنة، والبقية مجرد نفايات فاسدة على مجتمعهم الديني ويبقى هذا الأمر حقيقي و واقعي، لكن من صنع الإرهاب هل هو فكر الخوارج القديم على الإمام علي رضي الله عنه، حتى وصل إلى القاعدة وداعش والنصرة وجند الخلافة، أم هناك تمويل خارجي عرف أن مشكلة التطرف هي مشكلة حساسة لها قرون في المجتمع الإسلامي، فكان لها مستغلا مجندا عازما على تحطيم البنية السيكولوجية للمسلمين.

الإسلام هو دين التسامح والمحبة وليس كما تصوره السينما العربية، والتشدد والتطرف ما هو إلا وسيلة تعجل في ظهور فتن قاتلة بين المسلمين، وعلى السينما أن تكون معالجة أكثر من كونها ترفيهية

وهل صناع السينما في العالم العربي ضمن هذا التمويل، لأن البعض منهم يصنع شخصية إرهابية ويقدمها على أنها الإسلام بحد ذاته، يريد أن يقنع الناس أن شكل الإسلام الذاتي هو محصور في شخصية ملتحية تنادي بكفر الناس دائما، وعند التعمق أكثر في هذه الشخصية نجد أنه يقدمها على أنها استغلالية تمارس التطرف وتستغل الدين من أجل الأموال، يعني تصوير حركات شيطانية تقترب من الدين كله بدل التركيز على هذه الشخصية المزيفة، البعض من الروائيين يصنع شخصيات حديثة النشأة ضمن محيط شخصية الإسلاموي تكون ناصحة له ومرشدة له تحاول أن تقنعه أن الدين الحقيقي لا يجوز التطرف فيه أو التشدد، وأن الإسلام دين رحمة وتقدير ومحبة، وليس قتل وتفجير وتكفير وتحريم، هؤلاء الروائيين لهم أفكار عالية عن الإسلام يجعلون من خيالهم الواسع وسيلة أكاديمية لنزع شوائب التطرف عن دين الإسلامي، بصناعة شخصية إسلاموية تدعي الإسلام إلا أنها مزيفة تنادي ظاهريا بالدين لكنها باطنيا سلعة تجارية.

نحن بحاجة لتوحيد الأفكار من أجل تطوير ذهنيات العرب إلى الإبداع والاحترافية، وأن يقتنع الجميع بطريقة سهلة جدا، أن الإسلام الديانة الوحيدة التي اعترفت بجميع الأديان، وأن الإسلام هو دين التسامح والمحبة، وأن التشدد والتطرف ما هو إلا وسيلة تعجل في ظهور فتن قاتلة بين المسلمين، وأن السينما يجب أن تكون معالجة أكثر من ترفيهية، أن تحمل رسالة بين الشعوب وأن تبتعد عن مصالح الشخصية والأفكار الدخيلة عن مجتمعنا العربي.

(المصدر: مدونات الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى