مقالاتمقالات مختارة

“أُوَيس بن عامر القَـرَني”.. خيرُ التابعين الذي بشَّرَ به النبي

“أُوَيس بن عامر القَـرَني”.. خيرُ التابعين الذي بشَّرَ به النبي

بقلم يسري الخطيب

خيرُ التابعين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن خير التابعين رجلٌ يقال له أُويس”
إنه التابعيُّ، الذي بشَّرَ به النبي صلى الله عليه وسلم
تابعيٌّ لم يرَ النبي، ويبشّر به سيّد المرسلين، ويطلب من الصحابة أن يلتمسوه في أهل اليمن.
مَن هذا العملاقُ الذي أوحى الله تعالى إلى رسوله بشأنه؟
مَن هذا التابعيُّ العظيم الذي يطلب النبيُ من كبار الصحابة أن يبحثوا عنه، ويطلبوا منه أن يستغفر لهم؟
مَن هذا الرجل الذي يطلب الرسول من الصحابة أن يبلغوه السلام ؟
إنه القدوة الزاهد، سيّد التابعين، من أولياء الله المتقين، ومن عباده المخلصين

  أُوَيس بن عامر القرني

– أُوَيس بن عامر بن جزء بن مالك القرني، وُلد ونشأ في اليمن، مع قومه (بني مراد)
أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم، ولكنه لم يرَ النبي، منعه من السفر إليه بِـرّه بأمه، ولذا فهو ليس من الصحابة، وإنما من التابعين، لأن من شروط “الصحابي” أن يلتقي النبي صلى الله عليه وسلم.. ونقل الإمام شمس الدين الذهبي في سِيره عن أصبغ بن زيد أنه قال: إنما منع أويسًا أن يقدم على النبي صلى الله عليه وسلم، برُّه بأمه..

  راعي الإبل

– دخل التابعيُّ الجليل “أُوَيس بن عامر القرني” الإسلام مع غيره من النّاس الذين دخلوا في دين الله أفواجًا، وکانت رعاية الإبل مهنَته … وهكذا كان يُمضي أيّامه في الصحاري والمراعي، خلف الإبل ، ينتجع الكلأ والمرعى.

– كان أويس بن عامر يعيش مع والدته التي كان يحبها ويكرمها ويجلّها، ويحترمها احترامًا عجيبًا، فكان لا يفارقها إلا للضّرورة القصوى، وكان هذا ما حال بينه وبين لقاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.. وعندما استأذنها في السّفر للقاء النبيّ – صلي الله عليه وسلّم – والسّلام عليه، أذنت له، ولكن بشرطٍ هو العودة المباشرة، سواءً وجد الرسولَ صلّى الله عليه وسلّم أم لم يجده، وعاد أويس ولم يرَ النبي، فلم يكن صلى الله عليه وسلم موجودا في المدينة في تلك الأيام.

  راهب هذه الأمة

عقد الإمام الحاكم في ” المستدرك ” (3/455) بابًا في مناقبه، وقال عنه:
” أويس راهب هذه الأمة “
ولعل من أعظم ما رُويَ في مناقبه الأحاديث الواردة في شفاعة رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأناسٍ كثيرين، وقد جاءت من روايات كثيرة، أصحها حديث عبد الله بن أبي الجدعاء مرفوعا: (ليدخُلَنَّ الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم)
رواه الترمذي (رقم/2438) وقال حسن صحيح . وصححه الألباني .
وكان الصحابة – رضوان الله عليهم – يعرفون مكانة “أُويس بن عامر” العظيمة لما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أفرد الإمام مسلم في صحيحه بابًا من فضائل “أويس بن عامر القرني“، وروى الإمام مسلم بسنده عن أسير بن جابر قال: ظل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – 10 سنوات، يبحث عن أُويس بن عامر، ويسأل وفود اليمن: أفيكم أويس بن عامر؟

اللقاء التاريخي بين عمر وأُويس

في سنة 23 هـ .. والفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في مكة، يؤدي مناسك الحج، لم ينسَ بشارة النبي، ولم ييأس وهو يبحث عنه طيلة هذه السنوات،
وظل ينادي بأعلى صوته: يا أهل اليمن.. أفيكم أويس بن عامر القرني المرادي؟
فقال رجلٌ: يا أمير المؤمنين، إنك قد أكثرت السؤال عن أويس هذا، وما فينا أحدٌ اسمه أويس إلا الفقير الخامل الذِّكر، الذي تركناه في “أراك عرفة” يرعى إبلا لنا..

فأسرع الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى “أراك عرفة”، يبحث عنه، فوجد رجلا في ثوبٍ قصيرٍ بالٍ، من الصوف الأبيض الذي غيّر الزمنُ لونه، يصلي بجوار شجرة، والإبل ترعى حوله، فاقترب منه، فلما شعر أويس به، أوجز في صلاته ثم تشهّد وسلّم، فتقدم إليه عمر وقال له: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال أويس: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فقال عمر: مَن الرجل؟ قال: راعي إبل وأجير للقوم، فقال عمر: ليس عن الرعاية أسألك ولا عن الإجارة، إنما أسألك عن اسمك، فمن أنت يرحمك الله؟

قال: يا هذا ما تريد؟ أنا أويس بن عامر، فقال عمر: الله أكبر، أرني شقك الأيسر، فقال: وما حاجتك إلى ذلك؟
فقال له عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفك لنا، وقد وجدتُ الصفة كما أخبرنا، غير أنه أخبرنا بأن شقك الأيسر فيه لمعة بيضاء كمقدار الدينار أو الدرهم، ونحن نحب أن ننظر إلى ذلك، فكشف له عن شقه الأيسر، فلما نظر عمرُ – رضي الله عنه – إلى اللمعة البيضاء، احتضنه، وأويسٌ في دهشةٍ من هذا المشهد العجيب.. وقال: يا أويس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقرئك منه السلام، وأمرنا أن نسألك أن تستغفر لنا، فإن رأيت أن تستغفر لنا، فقد أخبرنا بأنك سيد التابعين، وأنك تشفع يوم القيامة في عدد ربيعة ومضر، فبكى أويس بكاءً شديدًا، ثم قال: عسى أن يكون ذلك غيري، عسى أن يكون ذلك غيري، فقال عمر: إنا قد تيقّـنا أنك هو، فادعُ الله لي، فقال أويس: من أنت يرحمك الله؟

فقال الفاروق: أنا عمر بن الخطاب، فانتفض أُويسُ، وقال: جزاك الله عن الإسلام خيرًا يا أمير المؤمنين، أما أنت فقد كان لك شرف صُحبة النبي، وأما أنا فقد حُرمتُ هذا الشرف، فقال له سيدنا عمر: كيف تتصور النبي يا أويس؟ قال: أتصوره نورًا يملأ الأفق، فبكى عمر، وقال: يا أويس إن النبي أمرنا أن تستغفر لنا، وأن تدعو لنا، فدعا له وللمسلمين

قال عمر: يا أويس عظني، قال: يا أمير المؤمنين، اطلب رحمة الله عند طاعته، واحذر نقمته عند معصيته، ولا تقطع رجاءك منه،
فقال عمر رضي الله عنه: مكانك حتى أدخل مكة فآتيك بنفقةٍ من عطائي، وفضل كسوة من ثيابي، فإني أراك رث الحال، هذا المكان ميعاد بيني وبينك غدا، فقال: يا أمير المؤمنين، لا ميعاد بيني وبينك، ولا أعرفك بعد اليوم، ولا تعرفني، ما أصنع بالنفقة؟ وما أصنع بالكسوة؟ أما ترى عليَّ إزارا من صوف؟ متى أراني أخلِفه؟ أما ترى نعليَّ مخصوفتين، متى تُراني أبليهما؟ ومعي أربعة دراهم أخذتها من رعايتي لـ إبل القوم، متى تُراني أنفقها؟
يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كؤود لا يقطعها إلا كل مخفّ مهرول، فلما سمع الفاروق عمر – رضي الله عنه – كلامه، ضرب بدُرَته الأرض ثم نادى بأعلى صوته: ألا ليت عمر لم تلده أمه، ليتها كانت عقيما

فقال أويس: يا أمير المؤمنين، خُذ أنت ها هنا حتى آخذ أنا ها هنا ( يعني اِذهب من هذه الطريق حتى أذهب من الأخرى) ومضى يسوق إبله وعمر ينظر إليه حتى غاب عنه.

  الفتنة

انتشر خبر لقاء الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بـ “أويس بن عامر” وأصبح حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – عن أويس؛ حديث الناس في دولة الإسلام
فاضطربت حياة “أويس“، وضاقت به الدنيا بعد أن شاع خبره

فقد كان “أويس بن عامر” فقيرا، رث الحال، ثوبه يتجاوز ركبتيه بقليل، فإذا غسل ثوبه، اختفى عن الناس حتى يجفّ، لا يجد طعام يومه، يعبد الله في هدوءٍ وسكينة، ولكن بعد أن انتشر سره، وشاع خبره وذاع، وأصبح اسمه على لسان الناس، يبحثون عنه في كل مكانٍ ليستغفر لهم، يتحدثون بحديثه، ويكثرون التردد عليه، ويطلبون دعاءه واستغفاره، وافتتن الناسُ به، بعد أن كان فقيرًا مُهملا، فانطلق على وجهه مستخفيًا عن الناس، متخفيّا حتى لا يعرفه أحد، ثم انتقل من اليمن إلى مدينة الكوفة في العراق،

  التأمّل

كان “أويس بن عامر” عابدا زاهدًا، قليل الكلام، كثير التفكير في ملكوت الله، متأملا في الكون، وكان يغلب عليه التفكّر في مخلوقات الله، لتنتهي به إلى حب خالقها، ولما قدمَ الإمام “هرم بن حيّان” الكوفة سأل عن “أويس القرني” فقيل له: هو يألف موضعًا من الفرات يقال له: كذا ومن صفته كذا، فمضى “ابن حيان” حتى وصل إليه، فإذا هو جالس، حافي القدمين، ينظر إلى الماء ويفكر، فسلّم عليه “هرم بن حيان” وطلب منه أن يعظه، فقرأ عليه آيات من آخر سورة الدخان، من قوله تعالى: ” إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48)” حتى ختمها، فأغشيَ عليه، ثم أفاق، وهو يقول: يا هرم، اِحذر ليلةً صبيحتها القيامة..اِحذر ليلةً صبيحتها القيامة

  الداعية بلسان الحال

– خاطب أهل الكوفة يومًا فقال لهم: “يا أهل الكوفة توسّدوا الموت إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم”.
– انعكست عبادة “أويس القرني” على سلوكه، مما أثر إيجابًا في الآخرين، فقد كان التأثير بسلوكه أكثر منه بقوله، فهو المتواضع لربه، البار بأمه، الزاهد العابد

عن سفيان الثوري قال: كان لـ “أويس بن عامر القرني” رداء إذا جلس مس الأرض، وكان يقول: “اللهم إني أعتذر إليك من كل كبدٍ جائعةٍ وجسدٍ عارٍ، وليس لي إلا ما على ظهري وفي بطني”.

  بشارة النبي

قال عنه الإمام الحافظ أبو نعيم في موسوعة “حلية الأولياء”:
“فمن الطبقة الأولى من التابعين سيد العُبّاد، وعلم الأصفياء من الزهاد، أويس بن عامر القرني، بشَّـرَ النبي صلى الله عليه وسلم به وأوصى به”
وقال: إن رجالا قالوا: يا رسول الله وما أويس؟ قال: “أشهل ذو صهوبة، مجهول في أهل الأرض، معروف في السماء، لو أقسم على الله لأبرّه، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعُبّاد: ادخلوا الجنة، ويقال لأويس: قف فاشفع، فيشفّعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر.. يا عمر ويا عليّ: إذا رأيتماه فاطلبا إليه يستغفر لكما، يغفر الله لكما”.

– أما أحمد بن حنبل فقد أخرج في مسنده عن أبي نعيم عن شريك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن من خير التابعين أويسًا القرني“.

لقد كان أويس القرني رضي الله عنه رجلًا من الصالحين الأتقياء الذين استعدّوا للآخرة فتزوَّدوا بصالح الأعمال، وكان من أشهر خصاله التي تبينت لنا من خلال الأحاديث الشريفة أنه كان بارًا بأمه مُحسنًا إليها.

– روى ابن سعد في طبقاته عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يأتي عليكم أويس بن عامر من مُراد ثم من قَرَن، كان به برَص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرٌّ، لو أقسم على الله لأبرَّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل”.

– وفي صحيح مسلم ، عن حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أُسَير بن جابر عن عمر بن الخطاب أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن خير التابعين رجل يقال له “أويس بن عامر”،كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم، له والدة هو بها بار، لو أقسم على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل”

التحدّي الإلهي والإعجاز القرآني والنبوي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أويس: (خير التابعين) .. والتابعي هو الذي لم يقابل النبي، ولم يقل المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى عن أويس: (خير الصحابة).. تمامًا كما قال القرآن الكريم عن أبي لهب وهو حي يُرزق: (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) أي سيموت كافرا.. ماذا لو ادّعى أبو لهب وكذبَ وقال إنه مسلم؟.. وماذا لو قابل أويس بن عامر النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبح صحابيا وليس تابعيا…؟!

لا .. إنه التحدّي الإلهي.. فسبحان الله العظيم

  من أقوال أويس بن عامر

– قول أويس لهرم بن حيان: إحذر ليلة صبيحتها القيامة، ولا تفارق الجماعة فتفارق دينك، يا هرم توسد الموت إذا نمت وأجعله أمامك إذا قمت، ولا تنظر إلى صغر ذنبك، ولكن أنظر إلى من عصيت فإن صغرت ذنبك فقد صغرت الله.

– قال له هرم بن حيان يوما: صِلنا يا أويس بالزيارة، فقال له: قد وصلتك بما هو خير من الزيارة واللقاء، وهو الدعاء بظهر الغيب، إن الزيارة واللقاء ينقطعان، والدعاء يبقى ثوابه.

– قال له رجل أريد أن أصحبك لأستأنس بك، فقال أويس: سبحان الله.. ما كنت أرى أحدا يعرف الله يستوحش مع الله.

– مر رجلٌ من بني مراد على أويس القرني فقال : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت أحمد الله . قال : كيف الزمان عليك ؟ قال : كيف الزمان على رجلٍ إن أصبح ظن أن لا يمسي ، وإن أمسى ظن أن لا يصبح ، فمبشرٌ بالجنة أو مبشرٌ بالنار، يا أخا مراد ! إن الموت وذكره لم يدع لمؤمنٍ فرحا، وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا، وإن قيامه بالحق لم يترك له صديقا “

  وفاة خير التابعين

أكثر أهل العلم يذهبون إلى أن وفاته كانت يوم صفين سنة (37هـ)، حيث قاتل مع علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – واستشهد هناك، ونَادَى رَجُلٌ مِنْ أَهلِ الشَّامِ يَومَ صِفِّينَ: فقال: أفيكم أُويس القرني؟
قَالُوا: نعم..قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ خير التابعين أُويسًا القرني
لكن أبو نعيم الأصبهاني ذكرَ في “حلية الأولياء وطبقات الأصفياء” أنه اُستشهدَ في غزو أذربيجان.. والرأي الأول هو الأقوى، وأنه مات شهيدا في معركة صفين،
والله أعلم .

  موسى والخَضِر، وعمر وأويس

عند إبحاري في عالم “أويس بن عامر” وقصته مع فاروق الأمة “عمر بن الخطاب” قفزت أمامي قصة سيدنا موسى والخَضِر – عليهما السلام..
كان عمر بن الخطاب، أزهد أهل الأرض، ومعجزة الإسلام، وما زال ،

ورغم كل ذلك، كان على وجه الأرض مَن هو أزهد منه،

  أُوَيس بن عامر.. “خَضِر” هذه الأمة

رجل فقير، مجهول، لم يرَ النبي، ولم يقابل كبار الصحابة أو يجالسهم،
راعي إبل في صحارى اليمن،
طلب الرسول صلى الله عليه وسلم، من الفاروق عمر، أن يبحث عنه، ويطلب منه أن يدعو له، رغم مكانة الفاروق عمر الذي قال عنه النبي: لو كان بعدي نبيٌ، لكان عمر بن الخطاب…
إن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقول لنا: لا مانع أن يأخذ الأفضل من المفضول، والأحسن من الحَسَن، وأن من بين التابعين مَن يفوق الذين عاصروه، ورعًا وزهدا

وفي الحديث الذي أخرجه أحمد، وصححه الألباني.
(طوبى لمن رآني، وآمن بي، وطوبى سبع مراتٍ لمن لم يرني، وآمن بي)

وروى أحمد والدارمي والطبراني ، عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قلتُ يا رسول الله: هل أحدٌ خيرٌ منا، أسلمنا معك وجاهدنا معك؟ قال: “نعم.. قومٌ يأتون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني”

————————-
المصادر:

– أسد الغابة في معرفة الصحابة – ابن الأثير
– تاريخ الثقات – أحمد بن صالح العجلي
– الإصابة في تمييز الصحابة – ابن حجر العسقلاني
– الطبقات الكبرى – ابن سعد
– تاريخ دمشق – ابن عساكر
– مسند الإمام أحمد
– صحيح مسلم
– مشاهير علماء الأمصار – محمد بن حبّان
– لسان الميزان – ابن حجر العسقلاني
– سير أعلام النبلاء – شمس الدين الذهبي
– موقع ويكيبيديا
– موقع “جماعة العدل والإحسان” بالمغرب – محمد ديرا

– لماذا أويس القرني؟  – د. محمد عبده يماني
– سلسلة الأعلام من الصحابة والتابعين – حسين الشاكري
ومضات في الإسلام – د. محمد راتب النابلسي

(المصدر: جريدة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى