مقالاتمقالات المنتدى

أيّها المسلمون تفاءلوا بالخير تجدوه

أيّها المسلمون تفاءلوا بالخير تجدوه

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال اللّه تعالی: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {مَن يُردِ اللّهُ بهِ خيراً يُصِب مِنه} وقال الحكماء: (الصّبر مفتاح الفرج)! وقد ألّف القاضي التّنوخي رحمه اللّه كتابا بعنوان: (الفرج بعد الشدّة) أجاد فيه وأفاد! ولعلّ أهمّ درس مستفاد من قصّة هاجر زوجة إبراهيم وأمّ إسماعيل عليهم السّلام حين سكنت بواد غير ذي زرع في الحرم المكّيّ الشّريف وتركها زوجها وحيدة في ذاك القفر الموحش ونفد الماء من وعائها فقامت تسعى بين الصّفا والمروة صعودا ونزولا وكان غاية أملها ومناها الحصول على قربة ماء فحسب لتروي عطش فلذة كبدها ثمّ تقوم هي فتشرب فأكرمها مولاها الرّبّ بماء زمزم أطهر وأنقى ماء على وجه الأرض يستحيل أن ينضب ما دامت الحياة على سطح هذا الكوكب! وهكذا يأتي فرج اللّه أيّها الأخ المحبّ أكبر ممّا تظنّ وأجمل ممّا كنت له ترتّب وأحلى ممّا كنت تأمل منه وترغب فاصبر يا عبد اللّه ولا تجزع ولا تصخب وتفاءل بالخير تجده وستعجب حين ترى فضل ربّك ﷻ أوسع وأرحب! وأنصحك أخي الصّابر المهذّب أن تفكّر فيما آتاك اللّه وقدّره لك وأن تحمد اللّه عليه وإيّاك أن ترهق نفسك وتحرق أعصابك وتضيّع وقتك في التّفكير فيما وهبه اللّه لغيرك فعطية اللّه لك هي من كرمه وعطية اللّه لغيرك هي من حكمته فإيّاك إيّاك أن ترضى بعطائه ثمّ تجزع من بلائه أو تعترض على حكمته وقضائه وضع نصب عينيك قوله تعالى: ﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾ وقوله تعالى: ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ وللّه درّ القائل: (وَتشاءُ أنتَ مِن البَشائر قَطرةً: وَيشاءُ ربّك أن يُغيثك بالمَطر! وَتشاءُ أنتَ مِن الأماني نجمةً: وَيشاءُ ربّك أن يُناولك القمر! وتشاءُ أنت مِن الحياة غنيمة: وَيشاءُ ربّك أن يسوقَ لك الدّرر)! إعلم أيّها المسلم الموقّر أنّ ظلمة السّحر تحمل في أحشائها الفجر المنتظر لذا فإنني أقول لك في السّرّ وفي الجهر: إنّ بَعد اللّيل فجرا.. إنّ بعد العسر يسرا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى