أيّها المسلمون إيّاكم والشّائعات!
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
اعلموا أيّها الإخوة الطّيّبون أنّ ترويج الشّائعات من الأمور المحرّمة في الشّريعة الإسلاميّة وعمل يتنافى مع النّخوة العربيّة والمنطق السّليم والإنسانيّة لما يترتّب علی ذلك من فتن وفوضى وبلبلة أفكار النّاس بالكلّيّة! وقد حذّرنا كتاب اللّه والسّنّة النّبويّة من ترديد الشّائعات واعتبر من روّجها من أهل الشّقاق والنّفاق فقال اللّه عزّ وجلّ: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلاً﴾
ولا جرم أخي المحترم أنّ المرجفين هم الطّابور الخامس في المجتمع المسلم قال اللّه تعالی: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ﴾ وقد أمرنا اللّه ﷻ بحفظ اللسان والتّأكّد من صحّة أيّ كلام قبل نشره بين الخاصّ أو العامّ فقال ذو الجلال أو الإكرام: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾
ولا جرم أخي العزيز أنّ التّسرّع في إصدار الأحكام يؤدّي حتمًا لعضّ أصابع النّدم بعد فوات الأوان لذلك يجب على كلّ واحد منّا حينما يسمع أيّة معلومة في هذه الأيّام ألا يبادر إلى تصديقها أو ترويجها في وسائل التّواصل الاجتماعيّ والإعلام إلا بعد التّأكّد من صحّتها ومن منفعتها للمواطنين الكرام قال رسول اللّه ﷺ لصحابيّ طلب منه أن يدلّه على عمل يدخله الجنّة: {أمْسِكْ عَليكَ هذا} وأشار إلى لِسانهِ! وقال ﷺ: {وَهَل يَكُبّ النّاسَ في النّار على وُجوههم إلا حَصائدُ ألسنتهم}؟! وقال ﷺ: {مَن كانَ يؤمن باللّه وَاليوم الآخر فَليقل خيرًا أو لِيَصمُت} وقال ﷺ: {كَفى بالمَرء كَذبًا أن يُحدّث بكلّ ما سَمع}
وللّه درّ الشّاعر حيث يقول:
احذَر لِسانَك أيّها الإنسانُ: لا يَلدَغنّك إنّه ثُعبانُ !!
كَم في المَقابر مِن قَتيل لِسانِه: كانت تَهابُ لقاءهُ الشّجعانُ!