مقالاتمقالات المنتدى

أيها الإنسان لم ينتهي رمضان

أيها الإنسان لم ينتهي رمضان

 

بقلم د. سلمان السعودي (خاص بالمنتدى)

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.

شهر رمضان ليس زمنا أو أياما تمضي كغيره من الشهور والأيام، بل هو مدرسة لمنهج حياة متكاملة، فعلينا أن نحسن التلقي في هذه المدرسة، ونتخرج منها فائزين بجوائز النجاح والتفوق، قال صلى الله عليه وسلم : ” أتاني جبريلُ ، فقال : رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له ، قُلْ : آمين ، فقلتُ : آمين “.

ألم يقل الله تعالى: ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ … “

أليس هذا القرآن الذي أنزل في رمضان عبارة عن دستور شمولي لحياة الكون وما فيه؟! قال تعالى: ” مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ” نظم حياة البشر، واستخلفهم في تنظيم الكون بالمودة والمحبة ونشر الأمن والاستقرار قال تعالى: ” وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ” وقال تعالى: ” هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ” رمضان مدرسة الأخلاق للتعامل بها ونشرها بعد رمضان، فلا تتوقف منهجية هذه المدرسة بانتهاء أيام شهر رمضان، اقرأ وتدبر آيات الصيام الخمس، تجد كل آية منها تنتهي بفعل مضارع، والأفعال المضارعة تدلل على الاستمرارية لا التوقف، وجاءت هذه الأفعال في نهاية آيات الصيام لدلالة على الاستمرارية بهذه الأخلاق وعدم التوقف عنها بعد رمضان، وهذه الأفعال هي ” تتقون، تعلمون، تشكرون  يرشدون، يتقون “.

هذا هو القرآن الذي نزل في رمضان، استمرارية في التقوى، واستمرارية في العلم  واستمرارية بالشكر، واستمرارية بالرشاد والتميز بين الحق والباطل، وتنتهي آيات الصيام بما بدأت به وهي استمرارية بالتقوى على كل الأحوال.

فإذا انتهت أيام رمضان فيجب ان لا تنتهي الأخلاق بعد رمضان، من بر والدين، وصلة أرحام، وود بين الناس، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وتقرب إلى الله بالنوافل حتى نحوز على محبة الله تعالى كما جاء في الحديث القدسي عند الإمام البخاري الذي رواه أبو هريرة ” إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ .. ” لا بد أن نجسد الأخلاق في معاملاتنا وتصرفاتنا لندلل على تخرجنا من هذه المدرسة بنجاح وتفوق وتميز عن باقي الأمم التي لم تلتحق بمدرسة الإسلام، التي أعلن نبيها منذ تأسيسها بأنها مدرسة أخلاق فقال: ” إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاق “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى