أوقاف القدس تحذر من “مسيرة الأعلام” وتدعو لشد الرحال للأقصى
إعداد أحمد صقر
حذرت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، من خطورة تنظيم ما يسمى بـ”مسيرة الأعلام” الإسرائيلية داخل المدينة.
وتستعد سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتنظيم هذه المسيرة الاستفزازية لمشاعر أهل القدس يوم غد الثلاثاء، وسط تحذيرات وتهديدات المقاومة الفلسطينية.
وعن خطورة تنظيم تلك المسيرة التهويدية، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني: “نحن ننظر بعين الخطورة لإصرار الاحتلال على تنظيم هذه المسيرة، ونحمله كامل المسؤولية على التبعات وردات الفعل على هذه المسيرة الاستفزازية في باب العمود وباب الخليل”.
وأضاف في تصريح لـ”عربي21″: “حذرنا سابقا من هذه المسيرة، ونحن نحذر اليوم من تبعات هذا الاستفزاز الواضح لأهلنا في القدس وخصوصا في باب العمود وباب الخليل”.
ونوه الكسواني إلى أن المتطرفين الذين يشاركون في هذه المسيرة ويجوبون الشوارع، يعتدون على ممتلكات المقدسيين ويقومون بالاعتداء على كل من يتواجد من أهل القدس خلال هذه المسيرة الاستفزازية، مؤكدا أن “الوضع في القدس متوتر”.
وعن إصرار الاحتلال على تنظيم هذه المسيرة، لفت إلى أن “سلطات الاحتلال تريد أن تظهر أنها صاحبة السيطرة على مدينة القدس بشقيها؛ الشرقي والغربي، كي تبين لليمين المتطرف أنها صاحبة سيادة وما زالت تسيطر على الوضع في القدس المحتلة”.
وحذر مدير الأقصى ممن تداعيات استمرار الاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال من اعتقالات وهجمة شرسة على تجار القدس وكل من تواجد في القدس.
وشدد على أهمية وضرورة شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك في جميع الأوقات والصلوات، منوها إلى أن دائرة الأوقاف والمراجع الدينية في القدس أكدت على ضرورة شد الرحال إلى الأقصى من أجل الحفاظ على إسلاميته وعروبته، خاصة في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تستهدف المسجد الأقصى.
“علماء المسلمين” يدعو إلى هبة تضامنية
كما دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الإثنين، المجتمع الدولي إلى “هبة تضامنية” لمنع اقتحام المسجد الأقصى الشريف.
ودعا الأمين العام للاتحاد علي القره داغي، في بيان، مؤسسات المجتمع الدولي إلى “هبة تضامنية” لمنع اقتحام المسجد الأقصى، وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية المعرضة للانتهاكات من قبل اليمينيين المتطرفين.
وأكد القره داغي أن “دعوة مسيرة الأعلام الاستفزازية، المعتزم تنظيمها بالقدس المحتلة يوم الثلاثاء، قد تؤدي إلى تفجر الأوضاع مجددا بما في ذلك قطاع غزة”.
واعتبر أن “اعتداءات دولة الاحتلال ضد المقدسيين والمصلين في المسجد الأقصى، هي إرهاب دولة منظم، يهدف إلى استكمال حلقات تهويد القدس وضرب الوجود العربي الفلسطيني فيها”.
وشدد على أن “استمرار انتهاك حرمة المسجد يتطلب من المجتمع الدولي، الضغط على سلطات الاحتلال، لوقف انتهاكاته المستقبلية، وإجباره على الالتزام بأحكام القانون الدولي الإنساني”، حسب البيان ذاته.
الفصائل الفلسطينية تحذر
بدورها، أكدت حركة “حماس” على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، أن “تنفيذ ما يسمى مسيرة الأعلام، هو بمثابة صاعق انفجار لمعركة جديدة للدفاع عن القدس والأقصى”.
ونوه في تصريح صحفي وصل “عربي21″، أن الأمر يتطلب “استنفار أهلنا بالقدس والداخل المحتل، وتصديهم لقطعان المستوطنين بمختلف الوسائل والأدوات”، مؤكدا أن “المقاومة خلف شعبنا لإفشال مخططات الاحتلال”.
أما حركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، فقد دعت في بيان لها وصل “عربي21″، جماهير “شعبنا لشد الرحال إلى المسجد الأقصى والنفير العام يوم غد الثلاثاء لمواجهة أي مساس بالمقدسات”.
وقالت: “من جديد تتصاعد الحملات العدوانية من قبل اليمين الصهيوني المتطرف المدعوم من حكومة وجيش الاحتلال سعيا لتنفيذ مخططات الاستيطان والتهويد وفرض سيطرتهم على القدس وتنفيذ المزيد من جرائم التطهير العرقي بحق أهلنا المقدسيين”.
وأكدت أن “ما يسمى بـ “مسيرة الأعلام” التي يجري التحضير لها يوم غد الثلاثاء، هي عمل استفزازي وتصعيد خطير يمس بأقدس مقدساتنا، وعدوانٌ يستهدف العرب والمسلمين جميعا”.
وذكرت أنه “أمام هذا الإرهاب المنظم الذي تمارسه حكومة الاحتلال الاستيطانية، أكدت أن الشعب الفلسطيني كله موحد في معركة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، وهو مستعد في كل وقت للمواجهة الشاملة، وعليه فإننا ندعو للنفير العام في كافة المدن والقرى والمخيمات داخل الوطن وفي مناطق اللجوء والشتات، استعدادا لمواجهة أي عدوان على المقدسات”.
ودعت جماهير الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة عام 48 والضفة الغربية والقدس، إلى “شد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط في ساحاته، كما ندعو أهلنا المقدسيين إلى الاعتصام في منطقة باب العامود والشيخ جراح وحي بطن الهوى”.
ونبهت إلى أن “المقاومة الفلسطينية في كل مكان، على أتم استعداد وجاهزية لمواجهة أي عدوان والرد عليه بكل قوة وثبات”.
كم دعت حركة “فتح”، الإثنين، كوادرها وجماهير الشعب الفلسطيني، إلى “التصدي لمسيرة المستوطنين يوم غد الثلاثاء، والوقوف صفا واحدا للدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية”.
وفي بيان لها، أشارت اللجنة المركزية لحركة “فتح” إلى أن “القدس خط أحمر، وأن لدى الشعب الفلسطيني الإرادة الصلبة والإصرار على مقاومة الاحتلال في القدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإفشال مخططاته الاستعمارية”.
وقالت اللجنة: “إن شعبنا العظيم، خاصة في القدس العاصمة، يثبت في كل استحقاق وطني أنه عصي على الكسر، ولن يرضخ لسياسة الأمر الواقع، وسيواصل صموده ومقاومته حتى يكنس عن أرض وطنه آخر جندي ومستوطن إسرائيلي”، مشيرة إلى أن “الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وقطاع غزة والداخل والشتات سيهزم هؤلاء الفاشيين من اليمين الصهيوني العنصري”.
وتواصل قوات الاحتلال حماية المتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، كما تعمل على منع حراس الأقصى من القيام بعملهم، وتعتقل بعضهم حينما يهمون بمنع المتطرفين من أداء صلواتهم التلمودية وشعائرهم الدينية داخل باحات المسجد الأقصى، بشكل متعمد يمس بحرمة المسجد.
وتهدف اقتحامات المتطرفين بشكل شبه يومي، لمحاولات الاحتلال فرض وقائع جديدة داخل المسجد الأقصى، علما بأن تلك الاقتحامات توقفت مؤخرا لنحو 20 يوما، بسبب انتفاضة المقدسيين، التي تزامنت مع صد المقاومة في غزة للعدوان الإسرائيلي على القطاع نصرة للقدس وحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
(المصدر: عربي21)