إعداد : د. وصفي عاشور أبو زيد
فالقرآن الكريم هو الكتاب الخالد لهذه الأمة، ودستورها الشامل، وحاديها الهادي، وقائدها الأمين، كما أنه الكتاب الخالد للدعوة الإسلامية، ودليلها في الحركة في كل حين، وله أهمية كبيرة في حياة الفرد، وفي حياة الأسرة، وفي حياة المجتمع، وفي حياة الأمة؛ فهو يعالج بناء هذا الإنسان نفسه، بناء شخصيته وضميره وعقله وتفكيره، ويشرع من التشريعات ما يحفظ كيان الأسرة تظللها السكينة وتحفها المودة وتغشاها الرحمة،كما يعالج بناء المجتمع الإنساني الذي يسمح لهذا الإنسان بأن يحسن استخدام الطاقات الكامنة في المجتمع، وينشد الأمة القوية المتماسكة الشاهدة على العالمين.
في القرآن الكريم نجد المناهج الثابتة، والسنن الجارية، والقيم السامية، والمثل العالية، والموازين العادلة، والقواعد الراسخة، والأفكار السامقة، والتصورات الراشدة، وغير ذلك مما جعل القرآن الكريم كتابا خالدا شاملا محكما يخاطب الإنسان والزمان والمكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
من أجل هذا كله كان من الأهمية بمكان أن نجلي أهمية هذا الكتاب المقدس في حياة الفرد، ودوره في بناء الجوانب المختلفة لشخصيته: الفكرية والقلبية والسلوكية، مما له أكبر الأثر في صلاح المجتمع والنهضة به على سنن هذا الكتاب وأخلاقه ومناهجه وتشريعاته، وقد وفقني الله تعالى لذكر عشرة معالم تبين جوانب هذه الأهمية لنقف على قيمة القرآن الكريم في حياة الفرد المسلم:
أولا: تعريف الإنسان بذاته.
ثانيا: تعريف الإنسان بغاية وجوده في الحياة.
ثالثا: معرفة سنن الإصلاح والتغيير.
رابعا: بيان الحلال والحرام.
خامسا: بيان الطريق الصحيح.
سادسا: أخذ العبرة والعظة.
سابعا: إنذار الإنسان وإقامة الحجة عليه.
ثامنا: تربية العقل على التدبر.
تاسعا: تنمية القلب بالتأثر.
عاشرا: تنمية السلوك بالتغير.
وليس معنى هذا أن أهمية القرآن الكريم منحصرة في هذه العشرة لا تتعداها، بل هناك المزيد للمتأمل، وكم ترك الأول للآخر، وربما يتهيأ للمفضول ما لم يتهيأ للفاضل، ولا حرج على فضل الله تعالى.
والله تعالى أسأل أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وشفاء نفوسنا، وجلاء حزننا وغمنا، وأن نكون من الذين يقيمون حروفه وحدوده، ويؤمنون بمتشابهه، ويعملون بمحكمه، ويتلونه حق تلاوته، ويقيمون حياتهم على نور وهدْيٍ من هذا الكتاب؛ حتى نلقى الله تعالى وهو راضٍ عنا، إنه أعظم مسئول وأكرم مجيب، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
لتحميل الكتاب : أهمية القرآن في حياة المسلم