مقالاتمقالات المنتدى

 أنا عربي أنا

 أنا عربي أنا

بقلم الدكتور عبد الله المشوخي (خاص بالمنتدى)

نشأت في بيئة عربية تفتخر بالعروبة لغة وحضارة وانتماء.
ولطالما تربيت مع أقراني على شعارات تمجد العروبة مثل شعار : ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة).
وكان لإذاعة صوت العرب – قبله المستمعين- الأثر الكبير في حب العروبة والافتخار بها .

كما كانت أناشيد العروبة تصدح عبر افنية المدارس وتملأ صفحات المقررات الدراسية .

أما جامعة الدول العربية فهي رمز العروبة وبيت العرب وأمل وحدتهم وقوتهم هكذا نشأنا وآمنا واعتقدنا.
وعندما كبرت وغادرت بلدي إلى بلدان عربية أخرى وقد تم رسم حدودها وفق اتفاقية سايكس و بيكو شعرت أنني غريب الدار في نظر القوم… شعرت أنني أجنبي وأحتاج إلى تأشيرة وإقامة .
شعرت أنني افتقر إلى كثير من الحقوق التي يتمتع بها المواطن في تلك الدول لكن الذي أدهشني وأثار حفيظتي ازدواجية معاملة موظف الحدود فهم يتعاملون معي وأمثالي من أصحاب البشرة السمراء أو الحنطية معاملة تختلف بالكلية عن تعاملهم مع أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والذين هم في نظري من رعايا الاستعمار الذين مزقوا بلادنا وفرقوا جمعنا وشتتوا شملنا ونهبوا خيراتنا.
فهؤلاء لهم الأولوية في إنهاء معاملاتهم مع ابتسامات ناعمة وترحيب .
أما نحن فيتم معاملتنا بخشونة الكلام وتقطيب الجبين وكشرة تدل على الكراهية والبغضاء إضافة إلى عدم المبالاة في إنهاء المعاملة إن لم يترتب عدم السماح لأحدنا بالدخول.

قبل أيام زرت بلدا عربيا وبعد جهد جهيد حصلت على تأشيرة زيارة مقابل رسم مالي للحصول عليها وصاحبني في الرحلة صديقا لي يحمل جنسية أجنبية فسألته عن حصوله على التأشيرة؟ فقال: أنا آخذها من المطار وصلنا بحفظ الله ورعايته إلى مطار تلك الدولة ، فسألني موظف المطار عن التأشيرة واتممت إجراءات دخولي.

أما صديقي صاحب جواز السفر الأجنبي فقد تم ختم جوازه مع منح تأشيرة متعدده الدخول لمدة سنة ومجانا.
وأنا صاحب جواز السفر العربي دخلت بتأشيرة مدفوعة الثمن ولمرة واحدة واقامة لمدة شهر فقط.

عدت إلى ماضينا الثقافي التربوي الإعلامي فإذا هو سراب في سراب وكذب في كذب ودجل في دجل وأيقنت أن سايكس وبيكو لم يشقوا أراضينا بدويلات هزيلة فقط وإنما شقوا قلوبنا بقوانين جائرة قانون (فرق تسد) حتى أصبحنا شذر مذر لهذا لن تقوم لنا قائمة طالما عشعشت تقسيمات سايكو وبيكو في قلوبنا وسرت في عروقنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى