
أمريكا.. بين الغطرسة والزوال..!!
بقلم د. عمر عبد الله شلح (خاص بالمنتدى)
( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ ).. هذا النص مهم للوقوف معه، في ظل الغطرسة الأمريكية التي تحاول تركيع الجميع، من خلال القوة التي تمتلكها، كأكبر قوة في العالم..
هذا النص، موجه لكل معاند وموالي للطغاة، وعلى رأسهم أمريكا، بأن قصص الأقوام السابقة لا زالت آثارهم تدل عليهم، وكتب التاريخ تحتفظ بتراثهم وبتاريخهم، وتاريخ مجدهم وقوتهم في البلاد.. من أمثال قوم عاد وثمود.. فقد كانوا في جبروتهم وقوتهم، أنهم توصلوا إلى فكرة خلق الأشياء، وهذا من قوة ما وصلوا إليهم من قوة معرفية، بجوار ما لديهم من قوة مادية ومن عتاد وعديد.. حتى أن كتب التاريخ، تتحدث عن أوصافهم وضخامة أجسادهم، ووضوح قوتهم البدنية بجانب قوتهم المادية الأخرى المتعددة الأشكال.. النص هنا يوجه هؤلاء الناس، لتأمل ودراسة تاريخ السابقين، كيف كانوا، وكم كانت قوتهم شديدة وعظيمة.. وقد كانوا أكثر قوة ممن كذّب برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. فالقرآن هنا، يعزز فينا فكرة أن أية قوة مهما بلغت، ولكنها تتحدى الله سبحانه، إما بالكفر أو بالشرك بالله سبحانه، فإن هذه القوة ومهما بلغت، فهي إلى زوال.. لأن كل قوة ومهما بلغت، فهي تبقى ضعيفة ولا تذكر أمام قوة الله ” وأن القوة لله جميعاً “..
وهذا الدولة المتغطرسة، المارقة في التاريخ، والتي تمتلك بذور انهيارها الداخلي، لا يمكن ان يختلف مصيرها عن مصير الأمم السابقة، كيف كانت نهايتها.. أصبحت آثاراً للعِظة والعِبرة.. لأن سبب أخذ الله للسابقين هو الذنوب.. ولا أظن أن هناك ذنوباً أكثر وضوحاً من ذنوب أمريكا، خاصة ذنوب الظلم والقتل، والإجرام في حق المستضعفين في العالم، وعلى رأسهم أهل غزة المستضعفين..
وحينما يأتي الأمر من الله بالأخذ، فلن يكون لهم واقٍ من الله، سواء في الدنيا.. أو في الآخرة.. فقط نحتاج إلى ثقة بالله.. وإلى حسن ظن به سبحانه، بأنه يمهل الظالم.. فإذا أخذه، فإن أخذه أليم شديد..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح انهيار الطغاة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله
اقرأ أيضا: أحسنوا الظّنّ بربّ العالمين