مقالاتمقالات المنتدى

ألف تحيّة لكلّ مرابطة فلسطينيّة

ألف تحيّة لكلّ مرابطة فلسطينيّة

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

لا نبالغ إن قلنا أيّها الإخوة والأخوات: إنّ خير المؤمنات في هذه الأوقات النّسوة الفلسطينيّات! لأنهنّ علّمن بصبرهنّ -للّه درهنّ- الرّعيّة والرّعاة والعلماء والدّعاة أنّ الصّمود والرّباط ليس مجرّد كلمات وشعارات بل مقاومة وتضحيات! قالوا في الأمثال: وراء كلّ عظيم امرأة!

لكنّنا نقول بالمختصر وعلی اللّه وحده الاتّكال: إنّ وراء الميامين الأبطال في أرض المحشر والمنشر نسوة ماجدات علّمن من في الكرة الأرضيّة الشّجاعة والعفّة والتّضحية والكفاح والصّبر الجميل والاستعلاء علی الجراح! إنّ ربّة الحجال الفلسطينيّة تقف اليوم خلف كلّ قصّة لكلّ مقاوم عنيد وأسير وشهيد شهد بذلك العدوّ والصّديق والقريب والبعيد! إنّ سيرتها -والحقّ يقال- نور يبدّد ظلام اللّيال وملحمة نضال ومضرب الأمثال! فقد أنجبت الأشبال ورعت الأبطال ولم تبال بمكر الاحتلال فكانت نبع الحنان ومصدر الإلهام للدّفاع عن حمی الأوطان!

إنّ الأمّ الفلسطينيّة رئة يتنفّس بها من في بيتها من كبار وعمّال ومرضی وأشبال! إنّها عبق الياسمين يفوح شذاها داخل دارها في كلّ حين! وهي شريان الحياة -إن صحّ التّعبير- يضخّ لكلّ فرد من عائلتها الأكسجين! فتحيّة لكلّ فلسطينيّة ضحّت وسهرت وتعبت وردّدت: (مُسلمونَ مُسلمونَ مُسلمون! حَيث كانَ الحَقّ وَالعَدلُ نَكون! نَرتَضي المَوت وَنأبی أن نَهون! في سَبيلِ اللّهِ ما أحلی المَنون!) وكأنّي بأمّ وزوجة وأخت وبنت الشّهيد والأسير والجريح حبست دموعها فلم تجهش بالبكاء ولم تذرف دموعها أمام النّسوة المعزّيات أو كاميرات الصّحفيّات! لأنّ دموعها الغاليات لا تهطل إلّا في جوف اللّيالي الحالكات حين تضمّ ما تبقّی من ذكريات أخيها الشّهيد أو ابنها الوحيد أو زوجها الحبيب بصدرها الحنون وتهمس وهي تذرف دمعها الهتون: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾

كان اللّه في عون الخنساء الفلسطينيّة! لقد بكی قلبها قبل أن تذرف دموعها السّخيّة! فلك ألف ألف تحيّة أيّتها الحرّة الأبيّة! لك تحيّة الإكبار والإجلال بل وأكاليل الغار يا ربّة الحجال وأخت النّشامی الأبطال في وقت عزّ فيه رؤية المؤمنين من الرّجال!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى