استنكر أكبر تجمع لعلماء الدين المسلمين في الجزائر الاعتداء على المسلمين السنة في العراق، والرغبة في الهيمنة وبسط “النفوذ الشيعي” في أرجاء العالم الإسلامي، والنزعة الطائفية، التي تغذي الحرب في اليمن.
جاء ذلك في بيان لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين (مستقلة)، الأحد، عقب اجتماع لمكتبها التنفيذي تم خلاله بحث “الأحداث الأليمة التي يشهدها العالمان العربي والإسلامي”.
وورد في البيان، الذي اطلعت عليه الأناضول، أن “اليمن الذي يشهد حربا ضروسا تغذيها النزعة الطائفية التوسعية والرغبة في الهيمنة وبسط النفوذ الشيعي على أرجاء واسعة على أرجاء من العالم الإسلامي”.
وأضاف: أن “الشاهد على خطورة هذا الصراع الطائفي الاعتداء السافر على مكة المكرّمة بتوجيه صواريخ إليها من أرض اليمن، وهو ما تشجبه الجمعية وتستنكره وتندد به بقوة”.
ونهاية الشهر الماضي، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، اعتراض وتدمير صاروخا “باليستيا”، على بعد 65 كلم من مكة المكرمة، غربي المملكة، أطلقته جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) من محافظة صعدة، شمالي اليمن.
ودعا بيان الجمعية من وصفهم بـ”أهل الإيمان والعقل” إلى معالجة المشكلة بما يخدم الإسلام الذي يُساء إليه بمثل هذه التصرفات.
وتعد هذه المرة الأولى التي تهاجم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بطريقة مباشرة ما يمسى بـ”المد الشيعي” (نشر المذهب الشيعي) في المنطقة العربية.
ومنذ قرابة عامين، تشهد اليمن حربًا متصاعدة بين القوات الحكومية التي يدعمها “التحالف العربي” بقيادة السعودية، من جهة وقوات جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) وحلفائها من جهة أخرى، راح ضحيتها آلاف من الطرفين، علاوة على أوضاع إنسانية واقتصادية بالغة الصعوبة، أعلنت بسببها بعض محافظات البلاد “مناطق منكوبة”.
وفيما يتعلق بأحداث العراق، قال بيان الجمعية: “نشجب العدوان على العراقيين المسلمين السنة وتهجيرهم وإذلالهم، ونندد بالإمعان في تركيز البعد الطائفي الذي ينذر بشرور وخيمة تعود على المسلمين بالويل والدمار”.
كما استنكر “العدوان السافر على الأرض والإنسان في سوريا، خاصة في مدينتي حلب وإدلب (شمالي البلاد)، بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير المدارس والمستشفيات والمساجد”.
ومنذ 4 سبتمبر/أيلول الماضي، يُحاصر النظام السوري وحلفائه من الروس المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شرقي مدينة حلب، وحولت هجماته المشافي والمدارس في المنطقة إلى وضع خارج عن الاستخدام.
من جهة أخرى، أعلنت الجمعية “استعدادها للعمل مع العلماء والدعاة للمساهمة في إيجاد حلول دائمة لمشكلات ليبيا”، داعية فرقاء الأزمة الليبية إلى الوفاق والحوار.
وعقب سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي في 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربًا، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقًا.
وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أكبر تجمع لعلماء الجزائر ويعود تأسيسه إلى ثلاثينيات القرن الماضي.