
(أقلام البشر تجاه المرابطين في الثّغر)!!
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)
يقال في الأمثال -الشّعبيّة الفلسطينيّة- يا ابناء الكرام والحلال: النّاس أجناس منهم الذّهب والألماس! ومنهم التّنك والنّحاس! وإنّ من النّاس من يوضع علی الرّاس! ومنهم من يجب أن يداس! وبناءً علی هذا الكلام نقول لأحبّتنا الكرام ما قاله أحد الفطاحل الفحول ومن اللّه التّوفيق وعليه القبول: [تعدّدت الأقلام والحبر واحد]! فهناك قلم إسلاميّ يحرّر! وقلم علمانيّ يزوّر! وقلم عالم للقصر يبرّر! وقلم عميل يمرّر! وشتّان شتّان -إخوة الإيمان- بين قلم داعية -إلی العليّ القدير- عالم نحرير! وقلم سلطان أو رئيس أوأمير أو ملك أو وزير! فالأوّل حرص علی أخراه والثّاني حرص علی دنياه! وشتّان يا عباد اللّه عزّ وجلّ بين قلم مناضل وأسير وبطل! وبين قلم رويبضة أجير تافه حقير! الأوّل يكتب بدموعه وعرقه ودمائه! والثّاني سيكتب بما يمليه عليه أسياده وأعوانه! شتّان بين قلم حرّ قد يهزّ عرش القصر وبين قلم منافق أزعر يبرّر أخطاء وليّ الأمر ثمّ ينتظر آخر الشّهر ليستلم الشّكّات بالدّولار!! شتّان -يا قوم- بين قلم منعش! يدافع عن أيّ مسلم أو مظلوم! وبين قلم خائن غشوم مدهش: علی المرابطين صنديد لكنّه في بيته رعديد [لا بهشّ ولا بنشّ]! شتّان بين قلم داعية إلی الحقّ يصدع وقلم داهية يلعلع! شتّان بين قلم طاهر قاهر ظاهر وبين قلم تافه سيداويّ يساريّ فاجر! شتّان بين قلم لمخلص ومتطوّر أبيّ حرّ وقلم خائن متورّط أبتر! ولا جرم أنّ ما يخطّه قلم الأوّل ممتع: لأنّه ينشر الضّوء! أمّا قلم الآخر فمفزع: لأنّه ينفث السّموم والسّوء! لقد تعدّدت الأقلام أيّها الأماجد! ومداد الحبر من مصدر واحد! فليحرص كلّ محترم علی اختيار نوع القلم.. فالقلم قلمان: قلم بيد معلّم وقلم بأيدي أقزام! وإنّنا نقول في الختام لمن يسلق -المرابطين- الكرام بألسنة حداد وأقذع الكلام: اتّق الكبير المتعال -يا ابن الحلال!- ((لا خيل عندك تهديها ولا مال : فليسعد النّطق إن لم يسعد الحال))!
إقرأ أيضا:الاستفزاز