مقالاتمقالات مختارة

أقسام العلماء في هذا العصر

أقسام العلماء في هذا العصر

بقلم سيف القلموني

قال الشيخ سليمان العلوان -فك الله أسره-: العلماء في هذا العصر ثلاثة أقسام:

القسم الأول: علماء ملة وعلماء شريعة

(يقولون الحق حيثما توجهت ركائبه):

وهؤلاء هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية الذين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.. والذين يبلغون سنة النبي ﷺ.. وهم أهل دين وأهل ورع.. فهؤلاء غرة المسلمين.. وهؤلاء العلماء الذين يقال عنهم: (إن لحومهم مسمومة).. لأنهم أهل علم وأهل دين وأهل ورع.. فلا يبغضهم رجل إلا لدينهم -هذا في قلبه مرض- وليس معنى هذا أنهم لا يخطئون! لا هم غير معصومين، يخطئون، لكن خطأ عن علم وعن اجتهاد.. لا عن شهوة ولا عن مصالح شخصية ولا عن ضلال عنده، اجتهد فأخطأ.. شأنه شأن غيره. الصحابة يخطئون -رضي الله عنهم- والتابعون يخطئون..!

القسم الثاني: علماء جمهور:

هؤلاء ليسوا علماء شريعة ولا علماء سلاطين. علماء جمهور، أبواق للجمهور.. يفتون بما يطلبه المستمعون منهم، يلبون رغباتهم ويحافظون على جماهيرهم، وقد يشترون ذمم الجمهور لتكثير السواد، اجتماع كثرة الناس عند الشيخ ليس دليلا على أن ما يحمله هو الحق! قد يكون وقد لا يكون.. لكن ليس بالضرورة هذا هو الحق، لأن الناس عادة قد يجتمعون عند الرخيص ولا يجتمعون عند النفيس.. حتى عند إدارة السلع لو ذهبت إلى من يبيع بريالين تجد خلق مجتمعين عنده.. فإذا السلعة ثمينة غالية، الناس لا يقتربون منها.. هذه لا يأتي إليها إلا رجل عنده مال، وعنده أشياء..!

فلذلك هؤلاء (علماء جمهور) يفتون حسب الجمهور.. لا يراقبون الله ولا يخافونه ولا يرجون ثوابه، وحين يفتون ينظرون: هل يرضى عنهم جمهورهم أم لا؟ يفتون دائما تحت ضغط الواقع ومسميات الواقع وتحت فقه التيسير، فقه مرونة الشريعة ويسرها ونحو لك..!

فقه روح الشريعة ويسرها وسماحتها، مضبوطة بضوابط الشريعة ليست لخيار الناس. قال الله عز وجل ﴿ما كان لهم الخيرة﴾.. التيسير ليس على وفق ما تجتهد أنت.. على وفق ما ورد بالأدلة من الكتاب ومن السنة وأيضا بضوابط العلماء.

القسم الثالث: علماء سلاطين:

يفتون حسب الطلب، ما أمرهم به السلطان يفتون به وما نهاهم عنه ينتهون عنه.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى