مقالاتمقالات مختارة

أعلام وحكام.. صَدَقَ الله و كَذَبَ الرئيس

أعلام وحكام.. صَدَقَ الله و كَذَبَ الرئيس

بقلم حمدي شفيق

ألقى طاغية تونس الهالك بورقيبة خطابًا في اجتماع مع قيادات حزبه عام 1960م طالب فيه بزيادة الإنتاج، ومنع العمال من صيام رمضان، زاعمًا أن الصوم يُضعف الجسد، ويتسبّب في قلة الإنتاج خلال الشهر المُبارك!

ومثل كُل الطغاة، حاول الهالك تغليف دعواه الإجرامية بفتوى “تفصيل” فطلب من العالم الجليل الشيخ محمد الطاهر بن عاشور -رحمه الله- أن يفتي عَبْرَ الإذاعة التونسية بجواز إفطار العمال في رمضان..

وذُهل الكافة حين سمعوا المُفتى العظيم يتلو قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: .184] ثم يهتف على الهواء مُباشرة: (صدق الله وكذب بورقيبة.. صدق الله وكذب بورقيبة)!!

ورغم هذه الصفعة المدوّية التي تلقّاها الحاكم الفاجر، حفظ الله العالم الجليل من شروره، فلم يجرؤ أحد على التعرّض له بأدنى سوء، وعاش عزيزًا أبيًّا مرفوع الرأس، حتى لقى رَبّه..

رضي الله عنه وأرضاه.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى