أصول حُكم الشُّعوب المسلمة ومقاييس تطبيق العدالة 5 من 9
إعداد د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن
ولأنَّ أعوان القوَّة الخفيَّة كانوا يدركون ذلك، فقد هرعوا إلى حلِّ مجلس الشَّعب المُنتخب يوم 14 يونيو، قبيل إعلان نتائج انتخابات الرِّئاسة لعام 2012م، وتحديدًا في 30 يونيو. وكانت الجولة الأولى من انتخابات الرِّئاسة قد أُجريت يومي 23 و24 من شهر مايو 2012م، وأُعلنت نتائج المرحلة الأولى في 29 مايو، وجاء محمَّد مرسي في المركز الأوَّل بنسبة تصويت بلغت 24.78 بالمائة، يليه المرشَّح المنتمي إلى المؤسَّسة العسكريَّة، الفريق أحمد شفيق، بنسبة تصويت 23.66 بالمائة. انحصرت المنافسة في الجولة الثَّانية بين محمَّد مرسي وأحمد شفيق، وفق بيانات تنشرها موسوعة ويكيبيديا الرَّقميَّة.
ويرى الأمير أنَّ المسارعة بالإطاحة بالإسلاميين لم تكن فقط من أجل نشر العلمانيَّة الَّتي يتعارض مشروعهم معها، إنَّما لأنَّ السَّاحة وكأنَّما كانت تُعدُّ لحالة من الفوضى ما كانت لتنتهي إلَّا بتحوُّل سياسي كان مقصودًا من البدايَّة (صـ120):
أمَّا السِّيناريو الواسع، الَّذي كانت الثَّورة في مصر بكلِّ أحداثها وتقلُّباتها مجرَّد مشهد فيه، والَّذي لم تُدركه الحركان الإسلاميَّة وهي تندفع نحو السُّلطة، ولا أيِّ طرف داخل مشهد الثَّورة، فهو سيناريو فتْح الطَّريق بالحركات الإسلاميَّة وعبر اصطدام الدَّولة بها لثالث الآتين من الخلْف؛ لكي يطوِّر مسار مصر اليهودي الماسوني، وينقلها فيه نقلة كبرى…
تعقيبًا على ما ذكره الدُّكتور بهاء الأمير بشأن جماعة الإخوان المسلمين، يجدر التذكير بحقيقة في غايَّة الأهميَّة بشأن الهدف الأساسي وراء تأسيس الجماعة عام 1928م، وهو إحياء الخلافة الإسلاميَّة، عقب سقوطها في 1924م. أسس حسن البنَّا، المتأثِّر بفكر الإمام المجدِّد محمَّد بن عبد الوهَّاب، جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م، بعد عام واحد من تأسيس جمعيَّة الشُّبَّان المسلمين في مصر، وقد شارك البنَّا في المؤتمر الخامس للجمعيَّة، وألقى خطبةً، أشار فيها إلى مسألة أهميَّة عودة الخلافة الإسلاميَّة، جاء فيها، نقلًا عن كتاب رسائل الإمام حسن البنا (1984م) “الإخوان يعتقدون أنَّ الخلافة رمز الوحدة الإسلاميَّة، ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام، وأنها شعيرة إسلاميَّة يجب على المسلمين التَّفكير في أمرها، والاهتمام بشأنها، والخليفة مناط كثير من الأحكام في دين الله” (جــ1، صــ158). وعن مفهوم الإمام المكلَّف بالخلافة لدى البنَّا، فقد قال عنه “واسطة العقد، ومجتمع الشمل، ومهوى الأفئدة، وظل الله في الأرض”، في تصوُّر لا يختلف كثيرًا عن تصوُّر الشِّيعة لقائم آل البيت. وقد نشر موقع بوَّابة فيتو في 8 يوليو من عام 2014م، مقالًا استعرض فيه نشأة جماعة الإخوان، وتطوُّر مفهوم الخلافة لديهم، موضحًا أسباب تبدُّد الفكرة بعد فشل تجربة الجماعة في الحُكم
الخلافة حلم الإخوان الضَّائع بسقوط مشروع البنا.. الهلباوي: الفكرة الَّتي لم تعد تتناسب مع العصر.. الكتاتنى: الجماعة أنشأت خلافة “إسلاميَّة” تحت سيطرة أمريكا.. كريمة: الجماعة وصلت إلى الحُكم بالصُّدفة
ولقد سعى تنظيم الإخوان منذ تأسيسه في العام 1928م، إلى إعادة “الخلافة الإسلاميَّة”، متبعًا الخُطوات المبدئيَّة المؤسَّسة للخلافة، وهي الخطوات الَّتي حددها “البنا” في رسالة المؤتمر الخامس للتنظيم، تحت عنوان “الإخوان المسلمون والخلافة”، متمثلةً في أهميَّة وجود تعاون تام، ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، بين الشُّعوب الإسلاميَّة كلها، يلي ذلك تكوين الأحلاف والمعاهدات، وعقد المجامع والمؤتمرات بين هذه البلاد، ثم يلي ذلك تكوين عصبة الأمم الإسلاميَّة، حتى إذا استوثق ذلك للمسلمين، كان عنه الإجماع على “الإمام” الَّذي هو “واسطة العقد، ومجتمع الشمل، ومهوى الأفئدة، وظل الله في الأرض”.
يستشهد المقال بآراء أحد أعضاء الجماعة انشقَّ عنها، وأدلى بشهادتهم على ما يحدث في أروقتها.
في البدايَّة، حدد القيادي المنشق عن تنظيم الإخوان المسلمين إسلام الكتاتني، أبرز أسباب سقوط “فكرة الخلافة” الخاصة بتنظيم الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن مؤسِّس الجماعة الإمام حسن البنا، كان قد حدد 7 خُطوات للَّتنظيم؛ من أجل تحقيق شتى مطامعه ومخططاته، تبدأ تلك الخُطوات بـ “البيت المسلم”، وحتى تصل إلى “عالميَّة الجماعة”، مرورًا بوجود المجتمع المسلم والحكومة، وتحقيق الخلافة في الدُّول العربيَّة.
ويشير المقال إلى رأي قيادي بارز سابق في تلك الجماعة، أكَّد أنَّ مفهومها للخلافة لم يكن المفهوم السَّائد لدى الإسلاميين، بل كان مفهومًا شكَّلته بعد وصولها إلى الحُكم بالصُّدفة.
تناوَلت صحيفة الأهرام العربي بعد عزل الرَّئيس محمَّد مرسي، في 2013م، استثمارات جماعة الإخوان المسلمين، مقدار ثروتها، مشيرة إلى أنَّ حجم الثَّورة يتجاوز 180 مليار جنيه.
«الأهرام العربي» تكشف أسرار وخفايا ثروة الجماعة …180 مليار جنيه استثمارات “الإخوان” في 72 دولة
ونشر موقع إرم نيوز في 12 أغسطس 2018م، أنَّ لجنة مصادرة وإدارة أموال الإخوان في مصر قد صادرت 300 مليار جنيه مصري، هو حجم استثمارات جماعة الإخوان المسلمين ‘‘الإرهابيَّة’’ في مصر وحدها.
300 مليار جنيه حجم أموال جماعة الإخوان المتحفظ عليها في مصر