مؤلف الكتاب :أ. د. عبدالله بن عمر الدميجي
1437 هـ
من إصدارات مركز تأصيل للدراسات والبحوث
إن هذا الكتاب.. ما هو إلا محاولة لإماطة اللثام وإلقاء الضوء على المنهاج السلفي حيال التعامل مع نصوص الوحي الرباني كتابا وسنة. فهو يقرر أن المنهاج السلفي كجبل أشم في لجة بحر خضم لا تفتأ الأمواج عن لطم صخوره الهائلة؛ فبينما الموج في عنفوان فتوتها وقوتها تضرب بقرنها عُرض الجبل إذ ارتدت عن سفحه الناصع الأبلج رذاذا باردا متلاشيا.
إنه منهاج كمعدن الطيب العبق فكلما مسسته أو ضربته ازداد ضوء عطره وأرج عبقه. هذا المنهاج الأصيل قائم على أسس ثابتة وقواعد راسخة لا تهزها أعتى زلازل الشبهات والشهوات. مرتفع سامق قد اجتاز طباق السماوات،.. ذاكم الأساس المتين الثابت السامي الأصيل هو الوحي المنزل من لدن العليم الحكيم.
وإن لكل دين -وإن كان باطلا- تدويناته التي يسير على ضوء توجيهها أتباعه ومعتنقوه، ومتى ضعفت الثقة في النص أو مفهومه ضعف معها صدق الانتماء والولاء والتعظيم والتسليم والانقياد عقيدة وعملا وسلوكاً. وعلى قدر الإيمان بالنص الشرعي وحتمية التسليم المطلق للوحي تكون حقيقة التدين. فدين ليس له أساس مسطور واضح معظم لا بقاء له. وكل دين باطل خلا دين الإسلام.
وحينما ينحو بعض أبناء الإسلام ومنتسبيه لتوهين تعظيم النص -كتابا وسنة- فإنهم بذلك –عن علم أو جهل- قد قطعوا الناس عن الحبل المتين، والسبيل الوحيد للهدى والنجاة والفلاح، مهما انتحلوا لفعلاتهم أطرافا من النصوص المجتزأة أو الضعيفة. فالحق لا يتعدد ولا يتناقض ولا يضمحل. فالخير بحذافيره في الوحي، وعلى قدر نقص الانتفاع بالوحي يكون الانقطاع عن الخير. ومهما راج في الناس باطل أولئك المدهنون فلا تزال الأمة نزاعة للهدى الصافي باحثة عن مشكاته المضيئة بالقرآن والسنة حتى إذا رأت عمود نوره سجدت لربها شكرا وعرفانا: ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)).
(المصدر: مركز تأصيل للدراسات والبحوث)