إعداد حسين عيسى
نشرت صحيفة يني شفق تقريرا حول تأثير أصوات المؤذنين في إسطنبول على السياح الأجانب القادمين للمدينة.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21“، أن للمؤذنين في إسطنبول قصصا وحكايات خاصة، من خلال أصواتهم الجميلة يدعون المسلمين لتلبية دعوة الله، وأداء الصلوات الخمس. وقد منح معظمهم حياته للأذان، واختاروا طريق بلال الحبشي، كما أنّ أصواتهم العذبة كانت سببا في حث الكثير من السياح الأجانب القادمين إلى إسطنبول لدخول الإسلام.
وفيما يلي أبرز المؤذنين في إسطنبول، الذين تحدثوا عن تجربتهم خلال فترة عملهم في مساجد المدينة.
المؤذن حسين أكبولوت، الذي يعمل مؤذنا لمسجد مهرماه سلطان منذ سنتين، قال إن صوت الأذان الجميل والرائع من الممكن أن يكون سببا في دخول غير المسلمين للإسلام. وأردف أكبولوت بأنه “في الليلة التي سبقت ليلة النصف من شعبان، قمتُ برفع الأذان بشكل متخالف مع جامع الوالدة الجديد، ثم أدينا الصلاة في المسجد. وبعد الصلاة، توجه نحوي سائح من إسبانيا، وأخبرني أنه يريد دخول الإسلام، وأنه تأثر كثيرا بصوت الأذان وصوت قراءة القرآن. وقد بادرت بمساعدته، وأسعدني ذلك كثيرا”.
وأضاف أكبولوت أنه “وفي أحد الأيام، قدم رجل يبلغ من العمر 65 سنة، يسكن بالقرب من المسجد، وأخبرني أنه لم يكن يصلي طيلة حياته، كما أنه لم يكن ملتزما بالفروض الدينية على الإطلاق. وقال لي إنه كان يفتح النوافذ ليستمع لصوت أذان الفجر الذي كنت أتولى رفعه، وتأثر كثيرا بذلك، وطلب مني أن أعلمه أداء الصلاة. وبالتالي، يمكن القول إن صوت الأذان من شأنه أن يؤثر في الكثير من الأشخاص، كما أنه أصبح وسيلة للدعوة إلى الإسلام”.
وأضافت الصحيفة أن الكثير من المؤذنين بدأت قصتهم مع الأذان منذ طفولتهم. فعلى سبيل المثال، بدأت تجربة أحمد أوزون أوغلو مع الأذان منذ المدرسة الابتدائية، عندما كان يصعد لأعلى الشجرة الموجودة في باحة المدرسة ويؤذن. ويعمل أوزون أوغلو حاليا مؤذنا في مسجد الوالدة الجديد، كما لديه اهتمام واسع بموسيقى التصوف.
وأوردت الصحيفة، على لسان أحمد أوزون أوغلو، أنّه لم يكن يعلم في السابق مقامات الأذان. ولكن بعد تعلمها أصبح يؤذن وفقا لهذه المقامات. وبفضل الخبرات التي اكتسبها أصبح أحمد يعمل بنفسه على تحديد هذه المقامات، ويرفع الأذان بأداء رائع.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ قصة مؤذن مسجد السليمانية مختلفة تماما عن غيرها. فقد انطلقت مغامرة المؤذن داود أفجي مع الأذان أثناء رعيه للأغنام في أرضروم، حيث كان يصعد لأعلى التلة ويرفع الأذان. وبعد ذلك عمل أفجي إماما لمدة 7 سنوات، ثم كرس نفسه لمهمة المؤذن منذ 6 سنوات.
وصرح أفجي، قائلا: “أنا أحب الأذان وأحب صوته، بل وأعشقه. وتوجد علاقة ود خاصة بيني وبين الأذان المحمدي، ولذلك اخترت التوجه من الإمامة إلى الأذان. ينتابني شعور لا يوصف عندما أرفع الأذان المحمدي، حيث أقوم بذلك مستحضرا أن صوتي قد يكون سببا لهداية شخص ما”.
من جانبه، أفاد قادر أورنيك، مؤذن مسجد إمينونو الجديد، والبالغ من العمر 47سنة، بأن الأذان بمثابة دعوة الناس إلى الإسلام، ودعوتهم لعبادة الله. وقد منحنا الله عز وجل هذه النعمة الكبيرة، ونسأل الله أن نؤدي هذه المهمة على أكمل وجه. أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن المؤذنين أطول الناس أعناقا يوم القيامة، حتى أن عمر بن الخطاب تمنى أن يكون مؤذنا.
وذكرت الصحيفة أنّ من أجمل أصوات المؤذنين في إسطنبول صوت المؤذن رمضان كوتلو، الذي يعمل منذ 17 سنة في جامع أميرجان. وأكد كوتلو أن الأذان يعد دعوة؛ دعوة إلى الصلاة، ودعوة إلى الله، ودعوة إلى الإسلام. يذكرنا الأذان بعبوديتنا، وحاجتنا إلى الله عز وجل. يؤثر الأذان بنا ويؤثر في الأشخاص، وأداء الأذان بصوت جميل، له أهمية قصوى في القدرة على التأثير. ويكمن أروع شعور في تأدية الأذان بصوت خاشع ورائع وجميل، وتكرار ذلك 5 مرات في اليوم، فتكرار الجمال جمال، ولا يُمل من ذلك أبدا.
وأفادت الصحيفة، نقلا عن فيصل كوتشوك، مؤذن مسجد شيلي كومبابا، بأن تأثير أجداده عليه كان كبيرا في اتباعه مسلك المؤذنين، كما أنه أراد استخدام صوته في سبيل الله، ولذلك قرر التوجه نحو رفع الأذان. في هذا الشأن، قال كوتشوك إنه “إذا كان المؤذن لا يجد طمأنينة وهو يؤذن، فلن يستطيع التأثير على الآخرين، أشعر براحة نفسية لا أجدها إلا عندما أرفع الأذان”.
وذكرت الصحيفة أنّ مؤذن مسجد السلطان أحمد، محمد هادي دوران، أنهى دراسته في كلية الشريعة في جامعة مرمرة. وأوضح دوران أن جميع الناس يهرولون إلى المساجد في رمضان، خصوصا لمسجد السلطان أحمد. وينطبق الأمر على السياح الأجانب الذين يدخلون المسجد ليروا المصلين، ويتأثروا بأصوات الأذان والقراء.
وفي الختام، أحالت الصحيفة إلى أن الأذان يشكل وسيلة لدعوة غير المسلمين للإسلام، وذلك ما تحرص عليه مساجد إسطنبول وتوليه الأهمية الكبرى.
(المصدر: عربي21)