بقلم فاطمة محمود
ما السبب الذي يدفع غير المسلمين إلى الانجذاب إلى الإسلام؟
ببساطة: لأنه يمسُّ الوِجدان؛ فيُفتِّش عما يؤرقه ويمزِّقه، ويقضُّ مضجعَه، فينتزعه برِفْق؛ ليلقي به بعيدًا، فيترك نفسًا مطمئنة، وروحًا نقيَّة، تفيض بمحبة الله الخالق، فكأنما وجد ضالَّتَه بعد عناء، ورُوِي بعد ظمأ، فترتد إليه روحه الضائعة، ويجتمع لديه ما تفرَّق.
وفيما يلي بعض الأسباب التي تدفع غير المسلمين إلى اعتناق الإسلام:
1- عدم الإحساس بمعنى الحياة وهدفها وسبب وجودها:
فكثيرٌ من غير المسلمين يشعر بعدمِ وجود هدفٍ للحياة ولاستمرارها، على الرغم من توافر أسباب الراحةِ والرَّفاهية، والملذَّات والحرية المزعومة، وهذا ما يفسِّر الأعداد الهائلة من المنتحرين في أوساط الملحدين.
2- ذلك الفراغ الروحي، الذي لا يعرف المرء معه معنى السعادة الحقيقية.
3- تلك الحيرة الشديدة حول مفاهيم كثيرة عن الله، وعن الإنسان، وأسباب خلق الله له، والتي لا يجدون إجابتها إلا في الدين الإسلامي.
4- البحث عن السعادة، حتمًا هم بعيدون عن السعادة، لا أقصد تلك السعادة الوقتيَّة التي تعترض طريق الإنسان، ثم لا تلبَثُ أن تبتعدَ عنه، تاركةً وراءها همًّا وضيقًا، وترددًا و حيرة، إنما أقصد السعادة الحقيقيَّة التي يشعر بها مَن ذاق حلاوة الإيمان.
5- الحقائق المذهلة التي ذكرت في القرآن الكريم، سواء علميَّة أو تاريخية، أو جغرافية أو غيرها من الحقائق التي لم ترد في غير القرآن، والتي لم تنقضها أيُّ حقيقة علمية قديمة أو حديثة.
فهذا كان حالَهم قبل الإسلام، أقوام كانوا على الكفر، على الظلام الدامس، حيث الانفلاتُ والانغماسُ في الشهوات والحرية المزعومة.
ومع ذلك لم يهنأ لهم بالٌ، ولم يقتنعوا بما هم عليه من حال، ورموا كفرَهم وراء ظهورهم، وفرُّوا هاربين، ولأهلهم تاركين، وانطلقوا راغبين إلى الله، إلى النور، إلى شريعة الله، وأطلقوا العنان لتلك الروح المتعطِّشة لخالقها وباريها.
وحطَّموا بذلك صنمَ الحرية المزعومة، والانفلات الإنساني من القوانين الدينية، وما قمة الحرية إلا العبودية لله عز وجل، أتعلمون لماذا؟ لأنه يُحرِّر العبادَ من عبادة العباد والمخلوقات، والأموال والموضة، إلى عبادة ربِّ العباد.
المصدر: شبكة الألوكة.