أستاذ الفقه في جامعة السلطان محمد الفاتح: تركيا أهم حواضر الأمة الإسلامية
إعداد أحمد زكريا
قال الشيخ وليد الحسيني أستاذ الفقه في جامعة السلطان محمد الفاتح في ولاية إسطنبول، إن تركيا هي حاضرة الخلافة وحاضرة أمة الإسلام، مشيرًا إلى أن إسطنبول كانت عاصمة للأمة كلها.
كلام الشيخ الحسيني، جاء في لقاء خاص مع “وكالة أنباء تركيا”، على هامش الدورة العلمية التي نظمتها رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق في مسجد كوجاتي بيه، بالتعاون مع دار الحديث في وقف سنان باشا، السبت الماضي، برعاية واستضافة من وقف العلم والثقافة والمعونة الاجتماعية والبيئة İlkseç Vakfı، والتي تضمنت إقامة مجالس قراءة وسماع صحيح البخاري كاملًا، بحضور مجموعة من علماء الدين وطلاب العلم، وذلك في ولاية إسطنبول التركية، والتي انطلقت في، 17 من آب/أغسطس الجاري، واستمرت لمدة عشرة أيام.
وأضاف الشيخ الحسيني، أنه “في الوقت الذي كانت فيه الأمة الإسلامية أمة واحدة كان لها عواصم، فبغداد كانت عاصمة لحقبة من الزمن ويدار العالم كله من قبلها، ودمشق كانت عاصمة والقاهرة كانت عاصمة، وكذلك إسطنبول كانت عاصمة للأمة كلها، وكانت رمزًا دينيًا قبل أن تكون رمزًا قوميًا أو شيئًا آخر، حيث أن إسطنبول عاصمة خلافة للمسلمين جميعهم، وهذا الأمر بقي متجذرا”.
وأشار الشيخ الحسيني، إلى أن “من يقصد تركيا اليوم هم فلذات أكباد دولهم، أي أن الدول المضطربة ألقت بفلذات أكبادها من خيرها ونخبتها إلى تركيا، ولا ينكر دور اسطنبول أنها حاضرة ضمن أهم حواضر الأمة، والآن تركيا عامة وإسطنبول خاصة لا تنافسها بلدة في كل العالم الإسلامي من حيث كثرة المؤتمرات و كثرة المجالس العلمية والمنتديات”.
وتابع في السياق ذاته، أنه “يلاحظ في السنوات الأخيرة الاهتمام الكبير من قبل الحكومة التركية بالمؤتمرات الاسلامية والمنتديات الفقهية والمحدثات الفقهية، وإذا كان هناك اجتماع بين علماء الأمة فإننا نجد أن أكثر بلد يُقصد لهذه الأمور هي إسطنبول، والسبب وجود بيئة آمنة وأرض تُقصد من جميع الجهات، وحكومة مرحبة، أي بيئة حاضنة وقاعدة جماهيرية مؤهلة لذلك”.
من جهة ثانية، رأى الشيخ الحسيني، أن على الحكومة التركية التعزيز من الدور الإعلامي، لافتًا إلى أن الدور الديني والنظرة تجاه القضية الإسلامية لاغبار عليها ودورها محمود في ذلك، وكما قال أحد المفكرين الإسلاميين، إن “أنظار الأمة الإسلامية موجهة اليوم إلى تركيا اولًا ومن ثم ماليزيا”.
وأشار، إلى أن “من يختلف مع الحكومة التركية، بلا شك يستثير الإعلام ضدها ويشوه صورتها وهذا الأمر يجب أن يُسلط عليه الضوء كون الناس أسيرة الإعلام اليوم، وخاصة محدودي الثقافة الذين يصدقون هذا الإعلام الهادف”.
وختم بالقول، إن “المراد من تركيا اليوم صدّ الهجمة الإعلامية المعادية التي يتبناها من يحمل الفكر المعادي للدولة التركية، كالفكر القومي وغيرها من الأمور التي تقدم القومية على الدينية وماشابه ذلك، لذا لا يوجد شيء أهم من مجابهة الإعلام في هذه المرحلة”.
(المصدر: وكالة أنباء تركيا)