أسبوع أسود على “الأقصى” .. آلاف المستوطنين يستبيحونه بذريعة الاحتفال
لا تزال اقتحامات المسجد الأقصى مرتفعة الوتيرة منذ أسبوع، حيث قامت سلطات الاحتلال صباح اليوم الإثنين بإخلاء المصلين من باحة مصلى باب الرحمة داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.
مدير عام دائرة الاوقاف الاسلامية العامة وشؤون المسجد الاقصى بالقدس الشيخ عزام الخطيب قال في تصريحات صحفية صباح اليوم الإثنين لوكالة الأنباء الأردنية “بترا” إن شرطة الاحتلال بدأت منذ ساعات الصباح بإخلاء المصلين من باحة المصلى، موضحا أن 50 مستوطنا يهوديا متطرفا اقتحموا باحات المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الاولى، وسط انتشار مكثف لشرطة الاحتلال الاسرائيلي في ساحات الحرم القدسي الشريف وعلى بواباته المختلفة.
يذكر أن آلاف المستوطنين قاموا باقتحام باحة حائط البراق في الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة مساء الإثنين الماضي، لأداء طقوس وشعائر تلمودية بمناسبة عيد “الغفران” اليهودي، وذلك وسط إجراءات احتلالية مشددة قيدت حرية تنقل المقدسيين.
ولم تخلُ أيام الأسبوع منذ حادثة اقتحام باحة البراق وحتى صباح الإثنين من تدنيس المستوطنين لباحات الأقصى المبارك وسط صمت عربي رسمي لمثل هذه الحوادث.
وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، قد دعا في تصريحات صحفية له قبل أيام إلى تغيير الوضع القائم في القدس، حتى يتمكن اليهود من أداء الصلاة في الحرم القدسي.
من جهته علق أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان على تصريحات “إردان” بالقول إن ما يحدث اليوم هو من أخطر الاعتداءات الإسرائيلية وأكثرها ضراوة وتهديداً للهوية الحضارية لمدينة القدس؛ من اقتحام المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وعلى رأسها “المسجد الأقصى المبارك بمساحته الكلية 144 دونما”، بذريعة الدين والاحتفال بالأعياد.
وأضاف كنعان مساء أمس الأحد لوكالة الأبناء الأردنية “بترا” إن التصريحات الخطيرة التي جاءت على لسان وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي “جلعاد اردان”، والتي أشار فيها أن الأمور في القدس تتجه نحو السيطرة والسيادة على المكان، أي السيطرة على المسجد الأقصى المبارك، وان “إسرائيل” ستغير الوضع القائم في القدس تظهر للعالم كله عنصرية “اسرائيل” وتدلل على أن نظرية الأمن (الأمن الاقليمي) لا تجلب سوى التأزيم والقلق والكراهية والحقد التي تترجمها أيضاً في مناهجها التعليمية”.
وبين أن هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع الدعوة لتكثيف الاقتحامات اليومية لأعداد كبيرة من المتطرفين اليهود، الذين يقودهم في معظم الأحيان حاخامات وأعضاء كنيست وتحرسهم قوات الاحتلال والشرطة الخاصة، ليتمكنوا من فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى من دون حق أو مراعاة لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: “اللافت أن هذه الانتهاكات تجد تأييداً من المنظمات اليهودية المتطرفة (جماعات الهيكل المزعوم)، التي تستغلها في إحياء مناسباتهم وأعيادهم الدينية الكثيرة، ومنها مؤخراً (عيد العُرش أو سوكوت)، وخلال هذا الأسبوع لبّى دعوة المنظمات المتطرفة آلاف المتطرفين فاقتحموا المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي استغل على مدى تاريخ احتلالها لفلسطين والقدس مناسبة هذا العيد للقيام بالعديد من الإجراءات التهويدية، منها زيادة حجم عمليات تهريب ونقل المستعمرين من الخارج إلى أرض فلسطين، ففي عام 1947م وعشية عيد العُرش نقل حوالي 16 ألف مستعمر في سفينتين.
وأضاف أن من أبرز الإجراءات الاستفزازية التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي في عيده هذا العام إغلاق المسجد الأقصى أمام أهالي القدس، وكذلك الحرم الإبراهيمي الشريف، متناسية أن مثل هذا الإجراء قد سبب عام 2015 اندلاع انتفاضة القدس.
وأشار أن المزاعم الاسرائيلية الباطلة في المسجد الأقصى المبارك والتي ترفضها قرارات الشرعية الدولية وبالأخص منظمة اليونسكو التي أكدت أن المسجد الأقصى ملك للمسلمين وحدهم، وتتنافس مع ما توصل إليه علماء آثار وتاريخ ومنهم “اسرائيليون” وغربيون ممن استمرت أبحاثهم ودراساتهم لسنوات طويلة، وخلصت نتائجها بما لايدع مجالاً للشك بأنه لا يوجد أي أثر سواء للهيكل المزعوم أو لغيره مما له علاقة باليهود تحت الأقصى أو بجواره أو حوله.
وبين كنعان أن هذا التأكيد تدعمه قرارات لجنة التراث العالمي في اليونسكو التي تضم كبار علماء وخبراء الآثار في العالم، وتستشير في تقاريرها وقراراتها عدداً من المنظمات الدولية ذات الاختصاص بالثقافة والتراث العالمي مؤكدا إن تصريحات الوزير الاسرائيلي (اردان) في حقيقتها استفزاز لمشاعر حوالي مليار و(800) مليون مسلم، و(340) مليون عربي مسلم ومسيحي يشكل المسجد الأقصى المبارك بالنسبة لهم عقيدة وتاريخ لا يمكن التنازل عنها مهما بلغت التضحيات وكان الثمن.
(المصدر: موقع بصائر)