مقالاتمقالات مختارة

أسئلة من طفل عن الإسلام

أسئلة من طفل عن الإسلام

بقلم الشيخ إحسان بن محمد عايش العتيبي

ما هو الإسلام؟

أين يوجد؟

ما المناسبات الخاصة في الإسلام؟

لماذا تصومون في رمضان؟

ما اسم زعيمكم الروحي؟

ما هو العيد؟

الحمد لله

أولاً : الإسلام هو الدين الذي فطر الله تعالى الناس عليه وجاء الأنبياء والرسل من قديم يدعون إليه ، وكل الأنبياء جاءوا بدعوة واحدة وهي عبادة الله تعالى وحده وعدم الإشراك به .

ولم يغير الأنبياء فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها ، ولكن شرار الناس هم الذين غيروا وبدلوا دين الله تعالى .

وكان العرب ممن عبد غير الله تعالى شأنهم في هذا شأن الأمم من قبلهم ، فكانوا يسجدون للأصنام التي يصنعونها ويرجونها ويرهبونها ويطلبون منها حوائجهم ، وهم الذين صنعوها بأيديهم ، ولم يسجدوا لمن يصرف أمورهم ولمن أمرهم بيده .

فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الظلمات ليبين لهم السبيل ويحررهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .

وجاء بالقرآن الذي هو كلام الله تعالى وفيه أحكام الدين والدنيا .

عن أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سألهم ـ أي النجاشي ـ فقال : ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم ؟ قالت : فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له : أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار يأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ، قال : فعدد عليه أمور الإسلام ، فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به فعبدْنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك . رواه أحمد ( 1649 ) .

قال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحق وقد صرح بالسماع .” مجمع الزوائد ” ( 6 / 27 ) .

والمسلمون يعبدون إلهاً واحداً ولا يشركون به أحداً وهو الله تعالى الذي خلقهم هم وآباءهم .

والإسلام كالبناء الذي لا يقوم إلا على دعائم وقوائم وللإسلام دعائم كثيرة ينبني عليها ويقوم عليها كنا قد بيناها فيما سبق ومما قلناه هناك :

ورسول الله صلى الله عليه وسلم جعل من أقوى أركان الإسلام الكثيرة خمسة أركان يعتمد جاءت مبينة في حديث ابن عمر : ” بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إ لا الله أن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان ” . رواه البخاري ( 4243 ) .

وأما شهادة أن لا إله إلا الله :. فهي مفتاح كل شيء من قالها عصم نفسه من النار وعصم ماله من الاستحلال ، ومن لم يقلها : لم يدخل الإسلام ، وهو من أهل النار في الآخرة ، ومن مباحي الدم في الدنيا .

ومعنى :. لا إله إلا الله :. أي لا معبود بحق إلا الله .

فهذه الكلمة قائمة على النفي والإثبات :. نفي كل معبود وإله غير الله ، وإثبات إله واحد وهو الله سبحانه ، وهذا يسميه العلماء أسلوب الحصر ، وهو أشد أنواع التوكيد .

ومعنى إله : أي : مألوه ، وهي على وزن فعال بمعنى مفعول ، مثل فراش بمعنى مفروش وغراس بمنى مغروس.

وهي من الفعل( أله) أي أحب وشغف ولذا تقول العرب أله الفصيل بأمه ، والفصيل هو الفطيم من الإبل ، وأله بأمه : اشتد شوقه إليها .

فمعنى لا إله إلا الله : أي لا مألوه إلا الله أي لا محبوب إلا الله .

وهو الحب مع الذل ، قال ابن القيم رحمه الله :

فإن الإله هو الذي يألهه العباد حباًّ وذلاًّ وخوفاً ورجاءً وتعظيماً وطاعةً له بمعنى : مألوه ، وهو الذي تألهه القلوب ، أي : تحبه وتذل له .

وأصل التأله : التعبد ، والتعبد آخر مراتب الحب . ” مدارج السالكين ” ( 3 / 26 ) .

أما معنى محمد رسول الله : أي أن محمداً مرسل من عند ربه بالحق ينطق بأمر ربه يبلغ عنه القرآن فيجب الإيمان برسالته لأنها وحي من السماء قال تعالى { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } [ النجم / 4 ] .

فنلاحظ أن أول ركن من أركان الإسلام مقسوم إلى شطرين :

الأول : لا إله إلا الله .

والثاني : محمد رسول الله .

فكل من آمن بالله ، يؤمن أن محمداً رسول الله ، ومن لم يؤمن بنبوة الرسول : لم يؤمن بالله ، ومن لم يؤمن بالله : لم يؤمن بالرسول .

الركن الثاني : الصلاة : وهي عماد الدين وتقوم عليه .

القيام بها فرض عظيم ، وتركها معصية كبيرة ، بل ردة عن دين الإسلام.

عن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ” . رواه الترمذي ( 2621 ) والنسائي ( 463 ) وابن ماجه ( 1079 ) .

والحديث : صححه الترمذي وابن حبان ( 4 / 305 ) والحاكم ( 1 / 48 ) وغيرهم .

ولا يعرف من الصحابة من يخالف في كفر تارك الصلاة .

وقال به من غيرهم من السلف : عبد الله بن شقيق ، وإبراهيم النخعي ، وإسحاق بن راهويه ، وأحمد بن حنبل ، وعبد الله بن المبارك ، والحكم ابن عتيبة … وغيرهم .

انظر : ” تعظيم قدر الصلاة ” لمحمد بن نصر المروزي ( 2 / 873 – 925 ) و ” التمهيد ” لابن عبد البر ( 4 / 225 ) و ” المحلى ” لابن حزم ( 1 / 242 ) .

وهي أول ما يسأل عنه المرء يوم القيامة فإن صلحت صلح عمله كله وإن فسدت فسد عمله كله .

عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أول ما يحاسب به العبد الصلاة “. رواه الترمذي ( 413 ) وحسَّنه وأبو داود ( 864 ) والنسائي ( 467 ) وابن ماجه ( 1425) .

الركن الثالث : الزكاة ، وهي في اللغة الطهارة والنماء ، فهي تطهر النفس من الشح والبخل والطمع وتطهر المال من السحت والحرام ، وتنمي النفس على الأخلاق الكريمة والجود والبذل والسخاء ، وتنمي المال حتى يزداد ويكثر في يدي صاحبه ومانعه آثم مجرم يلقى الله غضبان عليه.

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ، ثم يأخذ بلهزمتيه ـ يعني شدقيه ـ ثم يقول أنا كنزك أنا مالك ، ثم تلا هذه الآية : { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله … } . رواه البخاري ( 1338 ) .

وقال تعالى : { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون } ( التوبة/ 35 ) .

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما من صاحب ذهب ولا فضه لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة ، صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره ، كلما بردت أعيدت له ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله ، إما إلى الجنة وإما إلى النار ” ، قيل : يا رسول الله ! فالإبل ؟ قال : ” ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها ، إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاعٍ قرقر ، أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحداً تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها ، كلما مر عليه أولاها ردَّ عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ” . رواه مسلم ( 987 ) .

الركن الرابع : الحج : وهو في اللغة : الزيارة والقصد ، وهو في الشرع: زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة مع القيام بشعائر مخصوصة .

وهو واجب على المستطيع قال تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً } .

وأما فضائله فهي كثيرة منها :

أ – عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل ؟ فقال : الإيمان بالله ورسوله ، قيل :ثم ماذا ؟ قال : الجهاد في سبيل الله ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور . رواه البخاري( 26 ) ومسلم ( 83 ) .

والحج المبرور معناه :

أن يكون من مالٍ حلال .

أن يبتعد عن الفسق الإثم والجدال فيه .

أن يأتي بالمناسك وفق السنة النبوية .

أن لا يرائي بحجه ، بل يخلص فيه لربه .

أن لا يعقبه بمعصية أو إثم .

ب – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” من حجّ لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ” رواه البخاري ( 1449 ) ومسلم ( 1350) .

ت – عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ” . رواه البخاري ( 1683 ) ومسلم ( 1349 ) .

ث – عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله : ألا نغزو ونجاهد معكم ؟ فقال : لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج حج مبرور ، فقالت عائشة : فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري ( 1762 ) .

ج- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “… وأن الحج يهدم ما كان قبله ” . رواه مسلم ( 121 ) .

الركن الخامس : الصوم : وهو في اللغة : الإمساك ، وفي الشرع : الإمساك عن الطعام والشراب وجماع النساء من بزوغ الفجر حتى غروب الشمس .

وهو واجب على كل مسلم بالغ مستطيع .

وفضائل رمضان عظيمة منها :

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ” . رواه البخاري ( 38 ) ومسلم ( 760 ) .

وعن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنّة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل ، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ، مرتين ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه “. رواه البخاري ( 1805 ) ومسلم ( 1151 ) .

وعن سهل بن سعد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ” . رواه البخاري ( 1797 ) ومسلم ( 1152 ) .

هذه خلاصة الأركان الخمسة .

ثانياً : أما أين يوجد الإسلام ؟ :

فيوجد بحمد الله تعالى في كل مكان من العالم باختلاف قاراته ، فالدول العربية : تسعة أعشار أهلها مسلمون ، وكذلك هو موجود في دول القوقاز أو ما تسمى بجمهوريات الاتحاد السوفياتي الشرقية ، وكثير من دول أفريقيا يدين أكثر أهلها بالإسلام .

وكذلك دول الشرق الأدنى فالباكستان كل أهلها من المسلمين وكثير من أهل الهند هم مسلمون كذلك .

وفي أوروبا ما لا يحصى من المسلمين باختلاف دولها وأقطارها .

وكذلك في الأمريكيتين عدد لا بأس به من المسلمين .

ولا أعلم مكاناً في العالم كله لا يوجد فيه مسلمون .

ثالثاً : أما المناسبات الخاصة : فأولاهما ذكراً العيدان : عيد الفطر ، وعيد الأضحى .

الأول : يكون بعد انتهاء الناس من صيام رمضان ، فيكون فرحة واحتفالاً لهم بما يرجون قبوله من الصيام ، وفيه صلاة خاصة يشهدها الناس .

والثاني : يكون بعد انتهائهم من الحج ، وتكون الفرحة فيه لما يرجون من قبول الله تعالى حجهم وأضاحيهم التي تشرع في هذا اليوم ويتقربون إلى ربهم بها .

وليس في الإسلام عيد إلا هذين العيدين ، والجمعة التي تتكرر في كل أسبوع .

والجمعة : عيد يتكرر في كل أسبوع يجتمع المسلمون في هذا اليوم للصلاة التي تجمعهم كلهم في وقت واحد ، ويقوم فيهم رجل خطيب قبل الصلاة يرشدهم إلى الخير ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر .

رابعاً : أما لماذا نصوم رمضان :

فلأن فيه طاعة وإذعاناً لله تعالى ، وليس شيء يعرف فيه حب المطيع للمطاع كطاعة المأمور بترك اللذة والشهوة وما ترتاح إليه النفس من أجل أن يرضى الآمر ويعرف حب المأمور له .

كما أن الصوم به تذهب شهوات النفس ويعوِّد المسلم نفسه على ترك المباح فمن باب أولى ترك الحرام .

وبالصوم يتساوى المسلمون غنيهم وفقيرهم كلهم يشعر بالجوع والعطش ، فيشعر الغني بحال الفقير فيرق له ويحذيه من ماله فيكون في المجتمع الإسلامي حب ورحمة وتنأى عنهم القطيعة والحسد .

خامساً : أما ما اسم الزعيم الروحي :

فإنه ليس لنا زعيمٌ روحيٌّ ، ولا نؤمن بهذا ، ولكننا كلنا نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ونؤمن به أنه رسول من الله تعالى وأنه معصوم من الخطأ ، ولكن هذا لا يمنع عندنا من وجود بعض الخلفاء أو العلماء أو الزاهدين الذين نحبهم ونقتدي بأقوالهم وأفعالهم ولكن لا نعتقد العصمة لهم .

وكلنا يجب عليه طاعة أمير المؤمنين أو الحاكم الذي يحكم المسلمين ما دام أنه يحكم بالقرآن والسنَّة ولا يأمر بمعصية الله تعالى .

سادساً : والكلام عن العيد سبق في أول الكلام .

والله أعلم

(المصدر: رابطة علماء المسلمين)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى