مقالاتمقالات المنتدى

أسئلة مفتوحة لمن يهمهم أمر علماء الأمة

أسئلة مفتوحة لمن يهمهم أمر علماء الأمة

 

بقلم أ. د. فؤاد البنا 

 

من المعلوم في الأدبيات الإسلامية أن “صنفان من الأمة إذا صلحا صلحت، وإذا فسدا فسدت: الأمراء والعلماء”. ولا يماري عاقل في أن أمة الإسلام تعاني في عصرنا من تخلف نسبي على كل مستويات الناس وفي سائر ميادين الحياة، فقد ظهر الفساد في البر والبحر، وأهلك الظالمون الحرث والنسل بل وأحرقوا الأخضر واليابس في بعض بلدان المسلمين، فهل يدل ذلك كله على أن الأمة بخير؟ وهل يوفر هذا الواقع براهين وقرائن على صلاح الأمراء والعلماء أم على فسادهم في الغالب الأعم بالطبع؟

وإذا كان ظهور الفساد في البر والبحر إنما يأتي كثمرة لما كسبت أيدي الناس، فهل الأمراء والعلماء من هؤلاء الناس؟ أم أنهم من كوكب آخر ولهم أحكام أخرى؟

ألم تشهد الوقائع الحياتية بأن الناس على دين ملوكهم وعلى اتجاهات علمائهم؟

أو ليس الأمراء والعلماء هم الأقدر على الإصلاح أو الإفساد بحكم امتلاكهم سطوة الدولة والدين؟

ألا تستحق هذه القضية الخطيرة تفعيل قيمة النقد العقلاني بعيدا عن التهويل والتهويل وعن التعميم الأعمى أو التحديد الأبله؛ من أجل معرفة أين أصاب العلماء وأين أخطأوا، وفي سبيل تعزيز عوامل النجاح وتجفيف منابع الإخفاق؟

ألا يوجد وسط المحسوبين على العلم ولابسي العمائم والجالسين على كراسي المناصب الرسمية والمؤسسات الدعوية من يمكنهم وصفهم بأنهم معاول هدم كما هو الحال بالنسبة للحكام؟!

ألا يستحق الفاسدون الذين يتلفعون بأردية الدين التنديد والكشف والفضح من قبل العلماء الربانيين؛ حتى لا يُلبّسوا على المسلمين دينهم ولا تتشابه على عامة الناس البقر ويصابوا بالإحباط الذي يجعلهم لقمة سائغة للتغربب والإلحاد وتجربف الهوية؟

ألم يختزل الرسول صلى الله عليه وسلم الدين في النصيحة في بعض أحاديثه؟ وهل يجوز تعطيل هذا الأصل النبوي بمقولة “لحوم العلماء مسمومة” أيا كان قائلها؟! ثم هل كل من ينتقد قصور أو تقصير بعض العلماء هو من آكلي لحوم العلماء؟!

وإذا كان العلماء بشرا ويحملون نصيبا من خصائص وآفات مجتمعاتهم، فكيف ينبغي التعامل معهم؟ وكيف تكون نصيحة العلماء الذين لم يقوموا بواجبهم على الوجه الأمثل؟

ولماذا ينبغي توجيه النصيحة للأمراء ولا يجوز توجيهه للعلماء والوعاظ والدعاة مع أن الطرفين يمثلان مضغة الأمة التي تصلح بصلاحهم وتفسد بفسادهم؟

وأخيرا لماذا لا يمارس العلماء أنفسهم ما يسمى بالنقد الذاتي؟ وما هي الأطر التي تصلح لممارسة هذا النقد؟ وكيف ينبغي تفعيله؟ وما هي عوامل نجاحه في تحقيق الغاية المنشودة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى