أردوغان يدعو لتأسيس شبكة تواصل دولية لمكافحة معاداة الإسلام
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تأسيس شبكة تواصل على الساحة الدولية، لمكافحة ظاهرة معاداة الإسلام، على أن تشمل كافة المجتمعات والدول التي ينتشر فيها هذا الخطر.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أردوغان، الثلاثاء، في “الندوة الدولية الأولى للإعلام والإسلاموفوبيا”، بالعاصمة أنقرة.
وقال الرئيس التركي إنه بات لزاما على كافة المجتمعات والدول التي تتعرض لخطر “الإسلاموفوبيا” أن تجتمع وتؤسس شبكة تواصل دولية.
وأضاف: “معاداة الإسلام بدأت تتفشى بسرعة مثل الخلايا السرطانية حول العالم وخاصة في الدول الغربية”.
ولفت إلى أن استراتيجية “شيطنة المسلمين” التي اتبعتها الإدارة الأمريكية عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2011، تسببت في “تأجيج فيروس معاداة الإسلام الموجود أصلا في البنية الثقافية لمجتمعات عديدة”.
وأردف: “السلطات المكلفة بتحقيق أمن المواطنين في الغرب تبدو كأنها في حلبة سباق معاداة الإسلام”.
وأكد أن وحدة العالم الإسلامي كفيلة بتحقيق نتائج إيجابية لمكافحة معاداة الإسلام على المدى القريب.
ووصف الرئيس التركي حالة خوض الغرب في تأثير التيارات العنصرية بدلا من بحث مخاطر “الإسلاموفوبيا”، بأنه لجوء إلى الحلول السهلة.
وقال: “رغم سعي الغرب لتخفيف وطأة العنصرية ضد المسلمين من خلال مصطلح الإسلاموفوبيا، لكننا ندرك جيدا أن الأمر في جوهره معاداة للإسلام”.
وطالب بأن يتم الشرح لكل إنسان في العالم مخاطر معاداة الإسلام، وليس خطر الإسلام.
ولإيجاد حلول لظاهرة معاداة الإسلام، دعا الرئيس التركي إلى اتباع آليات تفكير مشتركة في إطار مساعي الحد من معاداة الإسلام، لضمان أمن ورفاه البشرية جمعاء.
وأوضح أن الغرب حافظ على صورة نمطية “متكبرة وحاقدة” تجاه الأتراك وشعوب الشرق من خلال مصطلح الاستشراق.
وأردف: “آخر مثال على هذا رفع علم إسرائيل الإرهابية فوق مبنى رئاسة الوزراء في النمسا”.
وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا، تسعى لإعادة تشكيل الإسلام وفق أهواء خاصة، قائلا: “الذين أسسوا لرفاههم وأمنهم من خلال الاستعمار والسيطرة على موارد طبيعية لمناطق جغرافية واسعة، ومن خلال عرق ودماء الشعوب بعد الثورة الصناعية، يدخلون القرن الواحد والعشرين بقلق”.
وأوضح أن الدول التي لها تاريخ استعماري تلجأ اليوم إلى “الفاشية” من أجل إلهاء شعوبها عن المخاطر التي تواجهها، كالخطر الديمغرافي بسبب تناقص عدد الولادات، وتغير موازين القوى الدولية.
وبيّن أن تحول التيارات العنصرية في أوروبا إلى مركز السياسة في القارة سيؤدي بها إلى مزيد من الغوص في المستنقع، مضيفا أن الهجمات التي تستهدف القرآن الكريم والنبي الكريم ونساء المسلمين ولباس الرجال في دول تدعي حرية الاعتقاد، باتت تحت حماية هذه الدول.
واستنادا إلى إحصاءات، لفت الرئيس التركي إلى أن الهجمات العنصرية ومعاداة الإسلام زادت في السنوات الخمس الماضية بالدول الغربية بنسبة 250 بالمئة، وفقد خلالها 700 شخص حياتهم.
وأنه تم تسجيل أكثر من 15 ألف حادثة معاداة للإسلام في 5 دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي، في السنوات الخمس الماضية.
وأشار أردوغان إلى ارتفاع معدل الاعتداءات التي تستهدف المواطنين الأتراك المقيمين في أوروبا بنسبة 54 في المئة، مقارنة بالعام الماضي.
وأضاف أن التوجهات السياسية والمؤسساتية المعادية للإسلام تفتح الباب لتطوير أحكام مسبقة لا أساس لها من الصحة ضد الإسلام والمسلمين بين الشعوب الديمقراطية في الدول الغربية.
وتابع: “من يتجاهلون حقيقة أن الازدهار لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة في مكان زالت منه الحريات، في الواقع لا يعادون الإسلام بل مستقبلهم”.
ولفت إلى أن الذين مارسوا إبادة جماعية بحق اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، باتوا يستهدفون المسلمين اليوم.
وذكر أن من حاولوا سابقا إضفاء الشرعية على “الإسلاموفوبيا” بوصمة “الإرهاب الإسلامي”، لا يتورعون في الوقت الراهن عن استهداف جميع المسلمين دون أي تمييز.
وأشار إلى أن معاداة الإسلام باتت أداة التحفيز الجديدة للهوية الأوروبية بعد تهديد الشيوعية إبان الحرب الباردة.
وشدد أردوغان على ضرورة تطوير مقاربات جديدة وأكثر فعالية ضد تيار معاداة الإسلام المتصاعد في الغرب.
وأكد الرئيس التركي على ضرورة توعية كافة البشر بأن الإسلاموفوبيا هي التهديد العالمي وليس الإسلام.
وتابع: “دخول الغرب تحت تأثير التيارات العنصرية والتمييزية بدلا من مناقشة الأبعاد السياسية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية لهذا التهديد، ليس إلا هروبا نحو الطريق الأسهل”.
ونوه أردوغان إلى أهمية الإعلام في مجابهة معاداة الإسلام.
وأردف: “يبدو أن مهمتنا صعبة، مع نظام إعلامي يمكن له حجب المجازر والدمار الذي تسببت به إسرائيل في المدن الفلسطينية، ووصم مقاومة الناس لحماية حقهم في الحياة بالإرهاب”.
وأشار إلى أن الأمر نفسه ينطبق على تركيا في موضوع مكافحة الإرهاب.
وأوضح أن الذين يحاولون إدراج النضال ضد المنظمات الإرهابية في تركيا ضمن نطاق انتهاكات حقوق الإنسان، يمجدون القوة المفرطة ضد أدنى خطر يهددهم.
ولفت أردوغان إلى أن واجبهم يتمثل في العمل على توضيح الحقيقة للعالم باستخدام جميع الوسائل المتاحة.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى حشد أصحاب الضمير من السياسيين والمثقفين والإعلاميين ورجال الدين في جميع أنحاء العالم، ضد مرض معاداة الإسلام”.
وبيّن ضرورة أن تجتمع كل المجتمعات والبلدان المعرضة لهذا التهديد، وتؤسس شبكة تواصل قوية على الساحة الدولية.
واستطرد: “يجب أن تدار جهود الحد من معاداة الإسلام التي تحمل أهمية بالغة من أجل استقرار وأمن البشرية جمعاء عبر آليات العقل الجمعي التي سيتم تشكيلها”.
وأفاد بأن ثمة مشكلة في الوحدة والتضامن ينبغي حلها في العالم الإسلامي، وتظهر تجلياتها في أن أكثر من يعاني حول العالم من اللجوء والصراعات الداخلية والبؤس هم المسلمون.
وأكد أن اتحاد العالم الإسلامي فيما بينه، من الممكن أن يؤدي إلى وصول النضال ضد معاداة الإسلام إلى نتيجة في وقت قصير.
(المصدر: وكالة الأناضول)