استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب المئات في المواجهات المتواصلة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي للأسبوع الثاني على التوالي، احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن رابع شهداء اليوم هو أمين محمود عقل (19 عاما) الذي استشهد بعد فشل محاولات إنقاذه إثر إصابته برصاصات عدة أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات محيط مستوطنة بيت إيل شمال مدينة البيرة وسط الضفة الغربية.
وأعلن استشهاد عقل بعد وقت قصير من استشهاد الشاب باسل مصطفى محمد إبراهيم (29 عاما) من بلدة عناتا شمال القدس بعد إصابته برصاص إسرائيلي في الصدر ونقله إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله.
وكان الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة قد أعلن مساء الجمعة عن استشهاد شابين في مواجهات شرق قطاع غزة هما ياسر سكر (23 عاما) وإبراهيم أبو ثريا (29 عاما)، وهو مقعد بترت رجلاه إثر إصابته في عدوان إسرائيلي سابق على القطاع.
لحظة سقوط الشهيد عقل بعد إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال (رويترز) |
حصيلة الجرحى
وفي حصيلة غير نهائية، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني مساء اليوم إصابة نحو 340 فلسطينيا في المظاهرات التي اندلعت عقب صلاة الجمعة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وقالت طواقم الإسعاف إنها نقلت 24 إصابة بالرصاص الحي و75 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وتعاملت مع 227 حالة اختناق بالغاز المدمع في الضفة الغربية.
كما سجلت إصابة 220 متظاهرا على الحدود الشمالية والشرقية للقطاع منها 89 إصابة بالرصاص الحي.
وذكرت مصادر محلية في مخيم قلنديا شمال القدس أن شابا نقل من مواجهات حاجز قلنديا الفاصل بين المدينة المقدسة ورام الله، ويدعى معاذ زهران، هو لا يزال يرقد بحالة خطيرة بعد تعرضه لكسور في الجمجمة.
وأفادت مصادر محلية في قرية النبي صالح غرب رام الله بنقل إصابة بالرصاص المعدني اخترقت الوجه واستقرت بالرأس، ووصفت بالخطيرة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مجمع فلسطين الطبي برام الله تعامل حتى ساعات مساء الجمعة مع أكثر من سبعين إصابة مختلفة من مواجهات المنطقة اليوم.
نقاط التماس
وتصاعدت المواجهات منذ ظهر الجمعة لتشمل أكثر من ثلاثين موقع مواجهة، أعنفها على حاجز قلنديا وفي المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم وفي محيط مستوطنة بيت إيل الإسرائيلية على المدخل الشمالي لمدينة البيرة قرب رام الله وسط الضفة الغربية.
واندلعت المواجهات اليوم في مواقع متفرقة من الضفة الغربية، أبرزها على حاجز قلنديا الفاصل بين رام الله والقدس، وببلدتي بيت سوريك وقطنة شمال غرب القدس، وفي باب الزاوية، ومخيم العروب، وبلدة يطا بمحافظةالخليل (جنوب)، وعلى المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة وبلدتي النبي صالح ونعلين قرب رام الله.
كما اندلعت مواجهات في سهل عاطوف في الأغوار الشمالية، وبلدة تقوع قرب بيت لحم.
وفي شمال الضفة الغربية، انطلقت المواجهات في بلدات بيتا وبورين ومادما وسالم، وعلى حاجز حوارة جنوب نابلس، وعلى المدخل الشمالي لمدينة قلقيلية، وبلدات جيوس وكفر قدوم شرق قلقيلية، وعلى المدخل الغربي لمدينةطولكرم.
لحظات قبل استشهاد المقعد أبو ثريا برصاص الاحتلال على حدود قطاع غزة (رويترز) |
القدس وغزة
كما شهدت منطقة باب العامود في القدس القديمة إجراءات أمنية غير مسبوقة لقوات الاحتلال، موضحة أن الاحتلال قمع المتظاهرين في المنطقة واعتدى على الشبان والنساء بالضرب، كما اندلعت مواجهات مماثلة عند حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة.
وفي قطاع غزة، انطلقت مظاهرات دعت إليها كافة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية للتعبير عن رفض القرار الأميركي بشأن القدس، وانطلق الفلسطينيون من كافة مساجد القطاع وتجمعوا في 14 نقطة للمشاركة في المظاهرات على امتداد شارع صلاح الدين، الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه.
وتحرك مئات الشبان إلى السياج الفاصل بين غزة والاحتلال، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المدمعوالرصاص الحي بكثافة على المتظاهرين، مما أسفر عن شهيدين وعشرات الإصابات وصفت حالة بعضها بالخطيرة.
(المصدر: الجزيرة)