مقالاتمقالات المنتدى

أدعياء العلم والمعرفة .. كفوا ألسنتكم

أدعياء العلم والمعرفة .. كفوا ألسنتكم

بقلم د. سلمان السعودي (خاص بالمنتدى)

لقد تغولت الصهيونية بصورتها الاحتلالية على فلسطين وشعبها، وأقرت الشرعية الدولية بأن فلسطين محتلة من قبل ما تسمى “إسرائيل” وأصدر مجلس الأمن والمحكمة الدولية مجموعة من القرارات بحق دفاع الشعب الفلسطيني عن نفسه وأرضه، كما أقرت معاهدات جنيف الأربع بذلك وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وقيام دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين.

ولكن التعنت الصهيوني، وغريزة الاستعمار عند أمريكا وحلفائها يحول بين الشعب الفلسطيني وبين ممارسته حقه بحرية، مما أدى بالشعب للثورة على الظلم والطغاة والاحتلال وخيار المقاومة، كخيار استراتيجي لتحرره وتحرير أرضه ومقدساته، وصولا إلى طوفان الأقصى الذي كشف ضعف وهشاشة الكيان الصهيوني المارق أمام قوة إيمان الشعب الفلسطيني صاحب الأرض، ويقينه بربه، وصمد بحول الله تعالى أمام خمس دول عظمى لقرابة ثلاثة أشهر، مما أدى بالأحزاب الكافرة إلى حرب إبادة جماعية للشعب الأعزل، وتدمير البيوت والمنشئآت والبنية التحتية، ومراكز الإيواء والمستشفيات، والمساجد والكنائس، انتقاما لعدم قدرتهم تحقيق أهدافهم التي وضعوها.

ولكن الأغرب من ذلك والأعجب: أن يخرج علينا زمرة من بني جلدتنا يدعون معرفتهم بالقضاء والقدر ويطعنون بالمجاهدين أنهم جلبوا الدمار والقتل لهم ولشعبهم، فيقولون زورا عن المجاهدين والشهداء (( لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا )) ظنا منهم أنهم يعلمون الغيب، أو يملكون القدر،  فرد عليهم القرآن مستهزأ بهم وبعلمهم وبقدرتهم فقال تعالى: (( الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) كما أخبرهم القرآن بأن من كتب عليه القتل لا محالة إلا أن يقتل، فلا تنفعه قوة ولا حصن، قال تعالى: (( قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ)) وقال تعالى: (( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ )) وطمأن الله سبحانه المجاهدين فقال تعالى لهم: (( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )) ويطمئنهم الله تعالى بجائزة المغفرة قائلا: (( وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )).

فالايمان تكليف، وقيام بالواجب المطلوب اتباعا لأمر الله تعالى وبيان رسوله صلى الله عليه وسلم، لا كلمات تقال، ولا نصوص تحفظ بفكر وفهم أجوف، قال تعالى: (( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )).

فأنصح لهؤلاء أن يعودا عن غيهم وضلالهم في سوق النخاسة، فأخشى عليكم وأنتم تنظرون الى عظامنا التي تطحن بصواريخ الظلم والاستكبار، وسط هذا الصمت العربي والإسلامي الذي أشبه بالرحى التي يديرها الاحتلال وأنتم لا تبالون بالطعن بالشهداء، والمقاومة بلسان سليط، وقلب متحجر، أن ينزل الله عليكم كسفا من السماء أو يزلزل بكم الأرض وقد تركتم شعبا مظلوم، موحد، يدافع عن مسرى النبي وكرامة الأمة يموت أطفالهم ظمئا، ولا يجدون شربة ماء، وجوعا  لا يجدون لقمة طعام، وبردا لا يجدون دفئا.

 (( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ))

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى