
أخي المرابط أحسن الظّنّ بربّك
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة(خاص بالمنتدى)
قال تعالى: ﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ إنّ معنى حسن الظّنّ باللّه يا عبد اللّه: الثّقة به وحسن التّوكل عليه والرّضا بأقداره ﷻ والتّسليم لأحكامه والاطمئنان لأفعاله وتوقّع الجميل من اللّه الجليل وذلك بأن يظنّ المسلم: المغفرة إذا أناب والقبول إذا تاب والإجابة إذا دعا العزيز الوهّاب فمن أحسن ظنّه بربّه كان اللّه له كما ظنّ به! ولا جرم أخي المؤمن! أنّ حسن الظنّ بالمولی الرّحمن هو تاج الإيمان فإذا رجّح العبد جوانب الخير على جوانب الشّرّ فقد أحسن ظنّه بالمليك المقتدر قال ﷺ فيما يرويه عن ربّه: {قال اللّه عزّ وجلّ: أنا عند ظنّ عبدي بي إن ظنّ بي خيرًا فله وإن ظنّ شرّا فله}! فيعامله اللّه ﷻ على حسب ظنّه ويفعل به ما يتوقّعه بمولاه من خير أو شرّ يقول ﷺ: {قال اللّه عزّ وجلّ: أنا عند ظنّ عبدي بي فإن ظنّ بي خيرًا فله الخير فلا تظنّوا باللّه إلا خيرًا}
إنّ سوء الظّنّ أيّها الأخ الحبيب اللبيب قدح في عقيدة التّوحيد وهو شعار الكافرين والمنافقين ودعاة التّغريب المناكيد يقول تعالى: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ لقد أساء المنافقون في موقعة أحد أساؤوا الظّنّ بالأحد الصّمد وبرسوله محمّد ﷺ وظنّوا قاتلهم اللّه أنّ اللّه لا ينصر دينه ولن يتمّ أمر رسوله ﷺ وأنّ هذه الهزيمة ستقضي على دين اللّه إلی الأبد!
فجعل اللّه أهل الكفر والنّفاق في كفّة واحدة لسوء ظنهم بربّهم! إنّ كلّ من ييأس من رحمة مولاه أحبّتي في اللّه فقد خسر دنياه وأخراه والعياذ باللّه! قال تعالی: ﴿مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ﴾قال ابن مسعود رضي اللّه عنه وأرضاه: (والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئًا خيرًا من حسن الظّنّ باللّه عزّ وجلّ والذي لا إله غيره لا يحسن عبد باللّه عزّ وجلّ الظّنّ إلا أعطاه اللّه عزّ وجلّ ظنّه ذلك بأنّ الخير في يده)!
يقول الجاهلون أو العلمانيّون أو من في قلوبهم مرض اليوم: يخرج المسلمون من محنة إلی أخری ومن مصيبة إلی أعظم منها وهكذا دواليك! وللردّ علی هؤلاء الأغبياء السّفهاء نقول وباللّه ﷻ التّوفيق: هذا من قلّة أدبهم وسوء ظنّهم بفاطر الأرض والسّماء! ألم يقرأوا قول اللّه في كتابه المبين: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾ وقوله تعالی: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾؟!
ختامًا: دولة الباطل ساعة ولكنّ دولة الحقّ هي إلی قيام السّاعة يا جماعة!
اقرأ أيضا: التّحيّة للجماهير الفلسطينيّة