مقالاتمقالات المنتدى

أخي اللبيب إيّاك أن تبتذل كلمة شهيد! (الحلقة الأولی)

أخي اللبيب إيّاك أن تبتذل كلمة شهيد! (الحلقة الأولی)

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة. (خاص بالمنتدى)

ذكرت وكالات الأنباء هذا اليوم أنّ فلانا -من غير المسلمين- استشهد هذا الصّباح؟! وسبق أن قال كثير من جهلة المسلمين والعلمانيّين واليساريّين عمّن دافع عن فلسطين من غير المسلمين بأنّهم شهداء؟! وللتّعليق علی ذلك أقول وباللّه التّوفيق: قال الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري: قول الإمام البخاريّ: (باب لا يقال فلان شهيد) أي: على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي وكأنّه أشار إلى حديث عمر رضي اللّه عنه أنّه خطب فقال: تقولون في مغازيكم فلان شهيد ومات فلان شهيدًا ولعلّه قد يكون قد أوقر راحلته ألا لا تقولوا ذلك ولكن قولوا كما قال رسول اللّه ﷺ: {مَن ماتَ في سَبيلِ اللّهِ أو قُتِل فهوَ شَهيد} والمراد بذلك: النّهي عن تعيين وصف أحد بعينه بأنّه شهيد! ويجوز أن يقال: شهيد على وجه الإجمال! فالشّهادة لأيّ كان تكون على وجهين: إمّا أن تقيّد بوصف كأن يقال: من قتل في سبيل اللّه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن مات بالطّاعون فهو شهيد الخ فهذا مباح كما جاءت به النّصوص لأنّنا نشهد بما أخبرنا به النّبيّ محمّد ﷺ وإمّا أن تقيّد الشّهادة بإنسان بعينه كأن تقول لأحد الأموات فلان شهيد فهذا حرام قطعيّا! إلا لمن شهد له الرّسول ﷺ وقد ترجم الإمام البخاريّ لهذا بقوله: باب لا يُقال: فلان شهيد! ومعلوم أيّها المؤمنون أنّ الشّهادة بأيّ شيء لا تكون إلا عن علم ومعرفة ويقين ويشترط لنيل المسلم الشّهادة أن يقاتل لتكون كلمة اللّه هي العليا ولا يعلم ما في النّيّات أيّها الإخوة والأخوات إلا ربّ الأرض والسّموات! ولهذا قال نبيّنا أفضل الكائنات ﷺ: {مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ..} وقال ﷺ: {وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ} المزيد من التّفصيل في الحلقة الثّانية أخي اللبيب الحبيب النّبيل!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى