مقالاتمقالات المنتدى

أحكامٌ تتعلق بقراءةُ الفاتحة في الصلاة

أحكامٌ تتعلق بقراءةُ الفاتحة في الصلاة

 

بقلم عارف بن أحمد الصبري “عضو هيئة علماء اليمن” (خاص بالمنتدى)

الفاتحة أعظم سورة في القرآن الكريم.

مسألة:
قراءة الفاتحة ركنٌ من أركان الصلاة في كل ركعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، متفق عليه.

مسألة:
من ترك قراءة الفاتحة في ركعةٍ من ركعات الصلاة بطلت صلاته.

مسألة:
من أطبق شفتيه وظنَّ أنه يقرأ الفاتحة في نفسه فلا يُسمى قارئاً بالإجماع، ولا يوصف بأنه قرأ الفاتحة.

مسألة:
لا بدَّ في قراءةِ الفاتحة من تحريك اللسان والشفتين حتى تخرج الحروف من مخارجها، فإذا لم يُحرك لسانه وشفتيه كان ذلك مجرد نيةٍ ومجرد تفكيرٍ ولا يجزئ عن قراءة الفاتحة، وتبطل صلاته بذلك، وفي حديث أنس رضي الله عنه: (أنهم كانوا يعرفون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة السرية باضطراب لحيته).

مسألة:
الواجب في الصلاة قراءةُ الفاتحة كاملةً، قراءةً صحيحةً، فمن ترك حرفاً من حروفها، أو أبدلَ حرفاً بحرفٍ، أو أبدلَ حركةً بحركةٍ فتغير المعنى بطلت صلاته.

مسألة:
من ترك حرفاً من الفاتحة بطلت صلاته، مثاله:
لو ترك الألف من كلمة -الحمد- فقال: لحمد لله رب العالمين.
أو ترك الياء الساكنة من كلمة -إيَّاك- فقرأها بالتخفيف بدلاً من التشديد فقال: إِيَاك ؛ لأن إيَّاك فيها ياءان الأول ساكنٌ والثاني متحركٌ بالفتح أصلها هكذا -إيْ يَاك-
ولأن إِيَاك بالتخفيف معناها ضوء الشمس؛ فيتغير المعنى، فيصبح معنى (إِيَاك نعبد) أي نعبد ضوء الشمس.

مسألة:
لو أبدلَ حرفاً بحرفٍ بطلت صلاته، مثاله: لو قال: -اللزين أنعمتَ عليهم- بدلاً من -اللذين- أو قال: -إهدنا الصراط المستكيم- بدلاً من -المستقيم-

مسألة:
لو أبدلَ حركةً بحركةٍ ففيه تفصيل:
الأول:
إن تغير المعنى بطلت الصلاة مثل: لو قال: -أنعمتُ عليهم- بضم التاء بدلاً من فتحها؛ لأنه جعل نفسه هو المنعم على الخلق وكذلك لو قرأ -أنعمتِ- بكسر التاء.
أو قال: -أَهدنا الصراط- بفتح الهمزة بدلاً من كسرها؛ لأن أَهدنا بالفتح معناها طلب الهدية، وأما إِهدنا بكسر الهمزة فمعناها طلب الهداية.

الثاني:
أما إذا أبدل حركةً بحركةٍ ولم يتغير المعنى لم تبطل صلاته، لكنه يأثم لأن القراءة الصحيحة واجبة، واللحن الجلي في القرآن حرام، مثاله لو قال: -الحمدَ- بفتح الدال بدلاً من ضمها؛ لأن المعنى لم يتغير.

الخلاصة:
قراءةُ الفاتحة كاملةً، قراءةً صحيحةً في كل ركعةٍ ركنٌ من أركان الصلاة، وبناءً على ما سبق فتعلم الفاتحة على الوجه الصحيح فرضٌ على كل مكلفٍ، وتعليمها للصغار المميزين فرضٌ على أوليائهم.

مسألة:
قراءة الفاتحة في الصلاة ركنٌ، ويشترط لها القيامُ استقلالاً مع القدرة في الفريضة أي من غير إتكاءٍ أو اعتمادٍ على عصاً ونحوها أو استنادٍ إلى جدارٍ ونحوه.

فمن استند إلى جدارٍ خَلفه أو بجواره أثناء قراءة الفاتحة بطلت صلاته؛ لفقد شرط القيام لها ولو في جزءٍ من الفاتحة.

ومن أكمل قراءة الفاتحة أثناء الهوي إلى الركوع، أو شرع في قراءة الفاتحة حال القيام من الركعة السابقة إلى التي تليها بطلت صلاته؛ لاشتراط قراءةِ الفاتحة كاملةً حال القيام.

مسألة:
يجب على المصلي أن يصحح قراءته، وأن يتعلم قراءةَ الفاتحة إلا أن يعجز عن تعلُّمها بعد اجتهاده فيه، فلا يُكلِّف اللهُ نفسًا إلا وسعَها؛ لكنه إن قصَّر في تعلُّم قراءتها مع إمكانه ذلك، فإن صلاته لا تصحُّ إذا أخطأ فيها خطأً يُغيِّر معنى الآيات.
والمأمول إقامة الدروس والدورات لتعليم الفاتحة لمن لا يحسنها.

مسألة:
من لا يحسن قراءة الفاتحة لعجزٍ، لا يجوز أن يُصلِّي خلفه إلَّا مَنْ كان مثلَهُ أو دونَه في قراءة الفاتحة.
والله أعلم

وأسأل الله تعالى أن يفقهنا وإياكم في الدين و أن يجعلنا من عباده الصالحين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى