أجر المرابط في الثّغر أكبر ممّن فاز بليلة القدر
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
1. قال اللّه تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ والرّباط هو ملازمة ثغور المسلمين لحمايتها من أيّ اعتداء أثيم وهو والحقّ يقال: من أفضل الأعمال يقول قدوة الأجيال ﷺ: {رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللّه خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا} وقال ﷺ: {رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ} وقال ﷺ: {كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الْمُرَابِطَ فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْر} وقال ﷺ: {مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَأُومِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ وَرِيحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُرَابِطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} 2. وحسبك يا أخي المرابط في الثّغر في أرض المحشر والمنشر أنّ اللّه المليك المقتدر لن يعذّبك في القبر أو يوم الحشر وسيدخلك بإذنه عزّ وجلّ جنّات ونهر! ويقول ﷺ: {عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ولا جرم أيّها الأخ الموقّر أنّ الرّباط في الثّغر أعظم أجراً من أحياء ليلة القدر بجوار الكعبة في اللّيالي العشر! فمن فاز بليلة القدر: فكأنّما عبد خالقنا العزيز المتكبّر طوال العمر أي ما يزيد عن ثمانين عاماً! ومن أحياها سنويّاً فكأنّما قد عاش دهراً بعد دهر! بالمختصر: أجر قيام ليلة القدر يتجاوز ألف شهر ولعلّ المراد بالعدد في هذه الآية أخي الموحّد: الكثرة فحسب! لقول مولانا الصّمد: ﴿خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ ولم يقل عزّ وجلّ كألف شهر! 3. ويقول نبيّنا ﷺ: {أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ حَارِسٌ حَرَسَ فِي أَرْضِ خَوْفٍ لَعَلَّهُ أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ} ويقول ﷺ: {مَوقِفُ ساعةٍ في سَبيلِ اللهِ خَيرٌ من قِيامِ لَيلَةِ القَدْرِ عند الحَجَرِ الأسْوَدِ} وقد دلّت هذه الأحاديث النّبويّة بشكل عامّ علی سلبيّة الاعتزال وخاصّة في هذه الأيّام فإحياء ليلة القدر هو أقلّ ثواباً من المرابطة في أيّ ثغر لأنّ النّفع والأثر يعود في الصّلاة علی الفرد أمّا في المرابطة فيعود علی أفراد الشّعب! 4. ومن الجدير بالذّكر: أنّ المرابط هو: كلّ من وقف نفسه على أيّ ثغر يحرسه أو يحميه حتّی ولو لم يقاتل فيه فالمرابطة يؤجر عليها المسلم سواء كانت من الرّجال أو الأشبال أو من ربّات الحجال! وهكذا يتبيّن لكلّ بالغ عاقل ذي عينين أنّ الرّباط في فلسطين أفضل من الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أو الفوز بليلة القدر في بيت اللّه الحرام!* أرجو نشرها بوسائل التّواصل الاجتماعي.