أبشروا وبشّروا بالفتح المبين ولو بعد حين
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ومعنی ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأغلِبَنَّ﴾: أي: قضى وحكم وشاء وأراد وقدّر وفي هذا رفع لمعنويّات المؤمنين الواثقين بالفوز والفتح المبين وفيه كذلك دعوة المتردّدين إلى أن يحسموا أمرهم ويكونوا مع عباد اللّه الصّالحين الصّادقين في نصرة هذا الدّين ومعلوم لكم أيّها الطّيّبون أنّه لا طاقة لمخلوق بمحاربة الحيّ القيّوم
ولا جرم أخي المسلم أنّ كلّ المجرمين في نهاية المطاف مغلوبون مدحورون! فأين هم أئمّة الطّغيان: قارون وفرعون وهامان؟ وأين هم ثمود وعاد إرم ذات العماد؟ وأين هم الذين ظلموا العباد وطغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد؟ وأين رؤوس وأتباع الكفر والنّفاق والاستبداد؟ الجواب أيّها الأحباب هو في محكم الكتاب: ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ واقرأ أخي اللبيب الأحوذيّ قول مولانا القدير العليّ: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾ إنّ الغلبة أيّها الكرام قد تكون بالفكر والبيان وبالحجّة والبرهان وهذا حاصل في أيّ زمان أو مكان وقد تكون بقوّة العتاد والأفراد والعدد والسّلطان لهذا قال الخالق المنّان: ﴿إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ إنّ كلّ الرّسل الذين أمرهم اللّه عزّ وجلّ بالقتال كنبيّنا محمّد ﷺ كتب لهم مولاهم الواحد القهّار الغلبة والانتصار ثمّ أذلّ أعداءهم الكفّار أمّا من أرسل من أنبياء اللّه بالدّعوة وبالحوار كعيسى ابن مريم ﷺ فإنّ اللّه لم يؤمرهم بمجاهدة الأشرار بل كتب اللّه ﷻ لهم الحجّة على المخالفين والمكذّبين وجميع من سيأتي بعد هؤلاء وهؤلاء من المسلمين.. فإنّ ربّ العالمين سيكتب لهم الفتح المبين بمقدار ما تحقّق لديهم من شروط النّصر والتّمكين قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿وَكَانَ حَقَّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤمِنِينَ﴾ ويقول ﷺ: {إنّ اللَّهَ زَوى لِي الأرضَ فَرَأيتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها وإنّ أمّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا}
ونطمئن الإخوة في الختام بأنّ المستقبل للإسلام رغم أنف علمانيّة الشّيطان الأكبر وزندقة السّرطان الأحمر!
فردّدوا معي إخوتي في الثّغر: اللّه أكبر!