مقالاتمقالات المنتدى

أبشروا بالنصر المبين من أرض فلسطين بإذن الله

أبشروا بالنصر المبين من أرض فلسطين بإذن الله

 

بقلم عارف بن أحمد الصبري “عضو هيئة علماء اليمن” (خاص بالمنتدى)

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فيقول الله تعالى في سورة بني النضير: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ).

مسألة:
وجه الاستدلال بهذه الآية على حال اليهود اليوم:

الدليل هو القياس المقتضي لإلحاق الشيء بنظيره:
وهذا القياس مذكور هنا في آخر الآية قال تعالى: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }، يقول السعدي في تفسيره: اعتبروا يا أهل البصائر النافذة، والعقول الكاملة، فإن في هذا معتبراً يُعرف به صنعُ الله تعالى في المعاندين للحق، المتبعين لأهوائهم، الذين لم تنفعهم عزتهم، ولا منعتهم قوتُهم، ولا حصَّنتهم حصونهم، حين جاءهم أمرُ الله، ووصل إليهم النكال بذنوبهم، والعبرةُ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فإن هذه الآية تدل على الأمر بالاعتبار، وهو اعتبار النظير بنظيره، وقياس الشيء على مثله، والتفكر فيما تضمنته الأحكام من المعاني والحكم التي هي محل العقل والفكرة).

مسألة:
إننا لنرجو الله أن تكون معركة طوفان الأقصى مقدمةً لإجلاء الصهاينة الغاصبين وطردهم من فلسطين، كما أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير من المدينة المنورة بسبب فسادهم، وغدرهم، وخيانتهم، ونكثهم للعهود.

مسألة:
حال الصهاينة المفسدين المحتلين لأرض فلسطين في ظلال هذه الآية:

{مَا ظَنَنْتُمْ} أي: أيها المسلمون، {أَنْ يَخْرُجُوا}، أي: أن يخرج اليهود من فلسطين؛ بسبب ترسانتهم العسكرية الكبيرة، وأسوارهم العالية، وأسلاكهم الشائكة، وأقمارهم الصناعية، والدعم الأمريكي والغربي المهول، وغض المجتمع الدولي الطرفَ عن جرائمهم.

{وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ}، أي: فأُعجب اليهود بهذا التحصين الشديد، وبهذه القوة التي يمتلكونها، وبهذا الدعم الغربي، واغتروا به، وحسبوا أنه لا يمكن أن ينال منهم أحدٌ، ولا يقدر عليهم أحدٌ.
ولكن قوةَ الله فوق كل قوة، وإذا أراد الله شيئاً فلا رادَّ لقضائه.

وإن قَدَرَ الله لا تغني عنه الحصون والقلاع، والأسوار، ولا الطائرات ولا البارجات، ولا القباب الحديدية، ولا غيرها، ولا تجدي فيهم القوة والدفاع.

ولهذا قال تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} أي: من الشيء الذي لم يخطر ببالهم أن يؤتوا منه، وهو أنه تعالى {قذف فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} وهو الخوف الشديد، الذي هو جندي من جند الله، الذي لا ينفع معه عددٌ ولا عدةٌ، ولا قوةٌ، ولا شدةٌ.
فما أغنت عنهم قوتهم من الله شيئاً.
ومن وثق بغير الله فهو مخذولٌ، ومن ركن إلى غير الله فهو عليه وبالٌ.

وإنا لنرجوا الله أن ينزل على قلوب اليهود الرعبَ، وهو قائمٌ بهم بإذن الله، مع ما بينهم من البأس الشديد، والعداوة والبغضاء لبعضهم بعضاً.
فما ظنكم إذا قذف الله الرعب في قلوب اليهود وسلطهم على أنفسهم؟!.

وبإذن الله سيكون ذلك الرعب الذي في قلوب اليهود عوناً للمجاهدين عليهم؛ فيخربون ويهدمون قوتهم بأيديهم وأيدي المجاهدين بمشيئة الله تعالى وحوله وقوته.
كما قال تعالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ}.
{ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}.

اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزم اليهود والأمريكان وانصرنا عليهم، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
اللهم إنا نستودعك أهلنا في فلسطين فاحفظهم بحفظك وأيدهم بتأييدك وانصرهم على القوم الكافرين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى