آن للمحسنين إن يساعدوا إخوانهم المنكوبين! (الحلقة الثّانية)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ وقال تعالى: ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {ما تَصَدَّقَ أحَدٌ بصَدَقَةٍ مِن طَيِّبٍ وَلا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ إلَّا أخَذَها الرَّحْمَنُ بيَمِينِهِ وإنْ كانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو في كَفِّ الرَّحْمَنِ حتَّى تَكُونَ أعْظَمَ مِنَ الجَبَلِ كما يُرَبِّي أحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أوْ فَصِيلَهُ} وقال ﷺ: {السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ} وقال ﷺ: {وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ}
إنّ إغاثة المساكين وإعانة المرابطين المنكوبين خلق إسلاميّ وإنسانيّ نبيل وقد كانت حياة محمّد ﷺ خير مثال يحتذى به في هذا الصّدد ولا سيّما إغاثة الملهوفين وتقديم العون لكلّ من يحتاج إليه وعرف بذلك قبل البعثة النّبويّة حين نزل عليه أمين الوحي لأوّل مرّة رجع إلى خديجة رضي اللّه عنها وقال: {لقد خشيت على نفسي} فأجابته: (لن يخزيك اللّه أبدًا إنّك لتصل الرّحم وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم وتقري الضّيف وتعين على نوائب الحقّ)!
ولا جرم أخي المسلم أنّ مساعدة المنكوبين في الثّغر بأرض المحشر والمنشر خلق أصيل فكم نحن بحاجة إلی أن نستشعر هذه المعاني السّامية في وقت تعالت فيه آهات ودموع المرضی والصّبية والجياع والنّسوة الثّكالی والعجزة بقطاع غزّة العزّة!
لمثل هذا يذوب القلب من كمد : إن كان في القلب إسلام وإيمان
اقرأ ايضا: آن للمحسنين أن يساعدوا إخوانهم المنكوبين (الحلقة الأولی)