آفة التعصب
بقلم د. وصفي أبو زيد
التعصب آفة مقيتة وقبيحة عانت منها الأمة قديما كما تعاني منها حديثا.
وقد كان التعصب وما زال قديما وحديثا أنواعا ودوائر:
فمنه تعصب في المذاهب العقدية، فهذا أشعري يرى نفسه أهل السنة والجماعة ومن سواه ضالا،
وهذا أهل حديث لا يرى أهل السنة إلا نفسه، ويرى أكثر من ٩٠٪ من سواد الأمة منحرف العقيدة!
ومنه تعصب فقهي مذهبي، فهذا حنفي لا يقبل الحنبلي، وآخر شافعي دائما يسفه المالكي!
ومنه تعصب في المذهب الدعوي، فهذا سلفي يرى الإخواني متحللا،
عنده في العقيدة دخن، وهذا إخواني يرى فهم الإسلام محصورا في نفسه ويرى غيره متنطعا!
والخلاف والاستقطاب دائما بين الصوفية والسلفية (الوهابية)،
لا يستطيع الوهابي إنصاف التصوف الحق بسبب ما تقوم به بعض الفرق الصوفية،
ولا الصوفي يسلم منه الوهابي “الضال المنحرف فكرا وعقيدة وخلقا” في نظر الصوفي.
هذا التعصب له أسباب كثيرة نفسية وفكرية وتربوية،
وأبرز الأسباب الفكرية هو الجهل، فلو تعمق المسلم وقرأ بعمق وموضوعية لأنصف وأعذر فيما فيه إعذار.
آفات التعصب كثيرة وآثار وخيمة
وللتعصب آفات كثيرة وآثار وخيمة، يكفي أن ترمي مسلما بانحراف عقدي، أو تحلل أخلاقي، أو تحكم عليه بأنه فاسق أو مبتدع،
ولعل البعض يكفر الآخرين ممن هم ليسوا على مذهبهم ..
وأبرز آثاره الاجتماعية التدابر والتشاحن والتحاقد وقطع العلاقات وتمزيق الوشائج،
وحسبك بإضاعة الأعمار من آفة مرة وثمرة خبيثة!!
القراءة والتعلم، واقتفاء أثر الأئمة الكبار في التعامل مع الآخرين وإنصافهم والانتصاف قبل ذلك من أنفسهم ..
هو أبرز الحلول لهذه الآفة المقيتة التي شغلت العلماء قديما،
وما تزال تشغل طلبة العلم حديثا، وتستفرغ طاقتهم النفسية والفكرية، وتُفني أعمارهم في غير سبيل الرشاد.
المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية