مقالاتمقالات مختارة

​أسئلة قبل أن تقول رأيك في التطبيع

بقلم د. أسامة الأشقر

أن تدلي برأيك في مسألة حساسة بإطلاق القول بسطحيّة مجردة من الاستدلال والقياس والاجتهاد المبرأ من الهوى لا قيمة له في التداول ولا في منطق الديمقراطية، فالرأي شيء وانفعالاتك وميولك التي تسجِّل بها مواقفَك شيء آخر، والرأي ليس حكمًا قاطعًا وإنما نتيجة مبنية على استنتاج منطقي، وهي نتيجة فردية تحتاج إلى تكوين رأي جماعيّ يتضمنها أو يثبتها أو ينفيها.

دعني أسأل معك، وكن على يقين أن الإجابة لا ينبغي أن تكون مني ومنك، لأن الإجابة تتطلب الكثير من المختصين والخبراء في السياسة والاجتماع والثقافة والديانة والأمن والحرب:
ما أكثر ما يجمع الكيان العبري بنا؟، هل هناك إلا الحرب؟، وهل يوجد بيننا وبينهم تاريخ “حب مستقر” مشترك؟

هل يوجد بيننا وبينهم تجربة تاريخية ناجحة منذ أن كانوا يهودًا مشتتين في العالم؟
ما الذي يجمعنا بهم ثقافيًّا؟؛ لغتهم مختلفة، دينهم مختلف، تاريخهم مختلف، تركيبتهم الاجتماعية مختلفة.

• هل يمكن أن تنجح العلاقة مع الكيان ومعنا كل هذا التاريخ الدموي معه، وكل هذا الثأر؟!
هل يمكن أن تنجح العلاقة ونحن نقرأ كل هذه الآيات التي تحذرنا من عداوة اليهود، ومعنا كل هذه الحروب التي خاضها رسول الله ضدهم حتى أجلاهم عن مستوطناتهم؟!

هل يمكن أن يشعر الإسرائيليون بالأمان معنا؟
ولماذا لم تنجح أي اتفاقية أمنية عربية وفلسطينية مع الكيان في إشعاره بالثقة والاطمئنان تجاهنا؟

• ما أول شعور سيشعر به الإسرائيلي إذا دخل بيننا معرِّفًا نفسه؟، وكيف سيكون ردّ فعل الشخص البسيط في الشارع عندما يعلم أن من يتعامل معه إسرائيلي؟
من الذي دفع ثمن العلاقة مع الكيان أكثر: أهو الكيان أم العرب والفلسطينيون؟
هل ما أنفقه العرب على حماية العلاقة مع الكيان يستحق هذا الإسراف؟، وهل حصلوا على مقابل يساوي ما أنفقوه؟

• بعيدًا عن الدعاية الإعلامية من أي جانب: ما حقيقة الفائدة التي تجنيها مصر والأردن والدول المطبّعة سياسيًّا مع الكيان من علاقتها معه؟
هل هناك فائدة من العلاقة مع الكيان سوى إرضاء أمريكا وطمأنتها؟

• أم أن الفائدة من العلاقة معه هي المدخل السهل لقبول أمريكا العلاقة معنا؟
أم أننا نبحث عن نفوذ داخل الولايات المتحدة بدفع مستحقات ربط العلاقة مع مؤسسات اللوبي اليهودي الأمريكي؟

• وهل نظرية الدخول إلى أمريكا عبر الكيان برهنت صحتها أم أنها مجرد رأي سطحي غير مدروس وغير متحقق النتائج؟
هل أصبحت العلاقة مع (إسرائيل) مهمة لأخذ دور محوري في منطقة الشرق الأوسط؟

هل نجحت أي علاقة اقتصادية بين الكيان وأي دولة عربية؟

هل هناك رغبة إسرائيلية في تنمية العلاقة مع العرب وتطويرها ونقل الخبرات إليها دون خوف أو تحفظات؟
هل سيتركك الكيان تستفيد من علاقتك معه دون أن تدفع ثمن ذلك له؟

• ثم هل يمكن للكيان أن تعيش طويلًا في قطعة أرض صغيرة محدودة وهو معزول لغويًّا ودينيًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا؟

• الأمر المهم: هل شبكة مصالح الأمن القومي _والداخلي منه خصوصًا_ تحتمل علاقة تطبيعية متطورة مع الكيان الإسرائيلي؟

(المصدر: موقع المسلم / وكالة شهاب للاعلام)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى