مقالاتمقالات مختارة

“يورام فان كلافيرين”.. من أشد منتقدي الإسلام إلى اعتناقه

“يورام فان كلافيرين”.. من أشد منتقدي الإسلام إلى اعتناقه

بقلم محمود الدراز

يكتب معتنقو المسيحية وغيرها من الأديان والتوجهات في نقد الدين الإسلامي محاولين إظهار أخطاء الإسلام حسب ادعائهم من جهة، ومن جهة ثانية يرد المسلمون عليهم بما يفند ادعاءاتهم فيظهرون ما يدل على صحة الإسلام وزيف وبطلان أديانهم وتوجهاتهم، وبين هؤلاء وأولئك تتداول مختلف وسائل الإعلام في هذه الأيام الحديث عن يورام فان كلافيرين النائب الهولندي السابق، المعروف بمواقفه المناهضة للمسلمين، والذي فجر مفاجأة كبرى بعد أن اعتنق الإسلام بعد أن كان بمثابة الذراع الأيمن للسياسي خيرت فيلدرز الذي يجهر بكراهيته للمسلمين، فكيف اعتنق هذا السياسي دين الإسلام؟ وما الأسباب التي جعلته يتحول من أشد أعداء الإسلام إلى أشد المدافعين عنه واعتناقه؟

أما بعد وكما يعلم الكثيرون بأن كلافيرن كان منتقدا متشددا للديانة الإسلامية، حيث كان يقول إن “الإسلام كذبة” و”القرآن سم”، حسب ما نقلته صحيفة “NRC”، التي أجرت مقابلة معه. وكان فان كلافيرن عضوا في البرلمان الهولندي من 2010 حتى 2014، ومثل “الحزب من أجل الحرية”، الذي يتزعمه السياسي المشهور بمواقفه المتشددة المناهضة للإسلام، غيرت فيلدرز. وانسحب فان كلافيرن من هذا الحزب في 2014 بعد تجمع لأنصار فيلدرز الذي سأل آنذاك الجمهور ما إذا كانوا يريدون أن يكون في بلادهم أقل أم مزيد من المغاربة، فردوا بعبارة “أقل، أقل، أقل”.

أسس فان كلافيرن بعد ذلك قوة سياسية جديدة أطلق عليها اسم “الحزب من أجل هولندا”، لكنه فشل في الفوز بمقعد في البرلمان خلال انتخابات 2017، واعتزل السياسة بعد ذلك. والمعروف عن كلافيرين أنه كان رأس حربة في معركة شرسة ضد الإسلام في مجلس النواب الهولندي، لحساب حزب الحرية اليميني المتطرف بزعامة فيلدرز، كما أنه نشأ في محيط مسيحي محافظ، ويعرف عن هذا الحزب دعوته لمنع ارتداء النقاب وبناء المآذن، كما لا يخفي رغبته في “عدم وجود إسلام في هولندا أو أقل الممكن”، حسب ما نقلت صحيفة ألغمين داغبلاد.

وقال فان كلافيرين الذي يبلغ من العمر 40 عاما في مقابلة معه نشرتها صحيفة “أن آر سي” إنه عند إعداده لكتاب ضد الإسلام، بدل قناعاته وحول كتابه إلى “حجج لدحض مآخذ غير المسلمين” على الديانة الإسلامية، وأضاف “في حال كان كل ما كتبته حتى الآن صحيحا، وأعتقد ذلك، فأنا في هذه الحالة مسلم بحكم أمر الواقع”. وقد ظهر كلافيرين خلال مقابلة مع راديو NPO الهولندي وهو يتحدث عن علاقة المسلمين بالهجمات الإرهابية، مؤكدا على أن المتطرفين لم يفهموا الإسلام بشكل صحيح، بالإضافة إلى تحدثه عن “مكانة المرأة في الإسلام” ومسألة تعدد الزوجات.

وأوضح فان كلافيرن في حديث لـ”الإذاعة الهولندية”، الاثنين: “كنت أواجه خلال قيامي بهذا العمل عددا متزايدا من الأشياء التي جعلت رؤيتي للإسلام أكثر هشاشة”. ويفيد المكتب المركزي للاستطلاعات في هولندا أن من أصل سكان البلاد الـ17 مليونا هناك 5 في المئة من المسلمين، إلا أن هذا الرقم مرشح لأن يتضاعف بحلول العام 2050 حسب خبراء.

كانت السلطات الهولندية منعت ابتداء من العام الماضي ارتداء النقاب والبرقع في الأماكن العامة والمدارس والمستشفيات. وأعلن كلافيرين اعتناقه الدين الإسلامي منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقال في مقابلة صحفية إن الأمر بالنسبة إليه “يشبه نوعا من العودة إلى الدين”.، وأكد أنه كان يبحث عن قناعاته الدينية “منذ زمن طويل”.

عقب اعتناقه الإسلام ألف كلافيرن كتابا أشار فيه إلى عدم صحة الأفكار المعادية للإسلام، ويحمل كتاب فان كلافيرين عنوان “الارتداد من المسيحية إلى الإسلام وسط الترهيب العلماني”، ومن المتوقع أن يصدر قريبا. وفان كلافيرن ليس أول عضو في حزب الحرية يقرر اعتناق الإسلام، ففي عام 2013 اعتنق “أرنو فان دورن” عضو المجلس البلدي السابق في حزب الحرية في لاهاي الإسلام. وبعد أن نشر خبر اعتناق يورام فان كلافيرين للإسلام على مختلف وسائل الإعلام، تفاعل معه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبروا عن فرحهم الكبير باعتناق كلافيرين للدين الإسلامي.

(المصدر: مدونات الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى