مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية… لبناء الذات( ١٤ )

وقفات رمضانية… لبناء الذات( ١٤ )

بقلم د. عمر عبدالله لح ( خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. ها هي الأيام المعدودات تترىٰ مسرعة.. وما هي إلا أيام، وينتهي هذا الشهر الكريم.. فمن فاته النصف الذي مضى، فليحرص على الاستفادة من النصف الذي بقىٰ.. واستكمالاً لسلسلة بناء الذات، سنقف مع صفة مهمة في بناء الإنسان.. وقد وقفنا مع عكسها، في آفات اللسان في أول الوقفات الرمضانية.. ونقصد في حديثنا عن هذه الصفة، ” صفة الصدق “..
فالصدق، صفة مهمة في بناء الذات، ولأهميتها، فإنها تأخذ بيد صاحبها يوم القيامة ليكون مقامه مع النبيين والشهداء.. ” وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا..”
والصدق بكليّته من صفات الأنبياء.. فمثلا ذكر القرآن نبي الله إدريس عليه السلام فقال سبحانه ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا “..
وحينما ذكر القرآن نبي الله إسماعيل عليه السلام، قال سبحانه ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا “.
وللاستفادة من صفة الصدق، والحرص على الامتثال لها، وجعلها من سماتنا الشخصية، فلا بد أن نتحدث عن الصدق في تفاصيله وأنواعه.. فقد ذكر عند حجة الإسلام الغزالي، بأن الصدق ينقسم إلى عدة أقسام، نذكرها تباعاً، ثم نقف في ظلال كل قسم على حده.. وهذه الأقسام للصدق هي:
١_ صدق اللسان
٢_ صدق النية
٣_ صدق العزم
٤_ صدق الوفاء بالعزم
٥_ صدق مقامات الدين ” أو صدق الأعمال “..
هذه أنواع الصدق بالكُلّيّة.. أقلها صدق اللسان.. ومنها سنبدأ حديثنا في الصباح القادم بإذن الله.. مع التذكير على ضرورة الانتباه، في أي قسم سنمكث من أقسام الصدق.. نسأل الله أن نكون من عباده الصادقين.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح الصدق والصادقين.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

إقرأ أيضا:غـــ. زة وإشكالية العقيدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى