مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية… لبناء الذات( ١٣ )

وقفات رمضانية… لبناء الذات( ١٣ )

 بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. استكمالاً للحديث عن قلب المؤمن، فقد قلنا في صباح الأمس، بأن ذكر الله سبحانه، هو المفتاح الذي يجعل القلب مطمئناً.. وفي المقابل، كلما غاب الذكر عن القلب، كلما زادت القسوة في قلب المؤمن.. فقد جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن قال لها أحد الصحابة، يا أم المؤمنين، إن بِيَ داء..؟؟
قالت، ما داؤك يا رجل ؟ قال : قسوة القلب..!!
فقالت أمنّا رضى الله عنها، بئس الداء داؤك.. فعُد المرضى، واشهد الجنائز، وتوقع الموت..
والسبب المهم الذي يأخذ القلب إلى القسوة، هو ما ذكره الله سبحانه في قوله تعالى ” كلا بل، ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون “..
أى أن كثرة ما ينشغل العبد به من مسائل الدنيا، يعمل طبقة على القلب، تزداد كلما انشغل العبد بالدنيا، ونسي الآخرة..
ما الحل يا ترى..؟؟
الأمر غاية في السهولة، لمن أراد أن يحفظ قلبه.. ويتمثل الأمر بضرورة تفقد القلب كل يوم مرة واحدة على الأقل.. ولتكن في نهاية اليوم قبل النوم، نتحسس قلوبنا.. هل زدنا بها أكثر قرباً إلى الله، أم العكس..؟؟
كما نتفقد بطننا، وعقلنا وبقية الأعضاء الفسيولوحية عندنا، من المهم أن نتفقد قلبنا، فكما تحتاج المعدة إلى الطعام، والعقل إلى القراءة.. فالقلب يحتاج إلى الغذاء الذي يقويه، ويعين صاحبه على استمرار العلاقة بينه وبين الله.. وكما ذكرنا سابقاً، أفضل الغذاء للقلب، هو الذكر الدائم لله سبحانه.. على أية حال يكون العبد فيه.. وفي أي ظرف أو مكان، أن لا يغيب الذكر.. لأن حضور الذكر في القلب، يمسح ويزيل طبقة الران من على القلب..
والذكر وحده للقلب لا يكفي، رغم أهميته كأفضل غذاء للقلب.. بل مطلوب من العبد أن يُبقي ويحافظ على الدعاء، بكل ما يمكن أن يطهر قلبه، ويثبته على الدين، ويصرّفه إلى طاعة الله..
صلاح العبد المؤمن، في صلاح قلبه.. فإن صلح القلب، صلح كل شئ.. بصلاح القلب، يتصالح الإنسان مع ذاته.. ومع بيئته التي يعيش فيها.. وإن أهملنا قلوبنا.. ولم نتفقدها.. قد نصل للحظة لا ينفع معها الندم.. القلب هو الآنية التي تضع فيها ما تريد.. فإن وضعت بها خيراً.. فلن تحصد إلا الخير.. والعكس صحيح.. فمن يزرع الحنظل.. لا ينتظر الشهد.. قلوبنا يا عباد الله.. رحمة بها.. وإحساناً إلينا.. اللهم يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلوبنا على دينك.. وصرفها على طاعتك..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح تفقد قلوبنا.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

إقرأ أيضا:(إيّاكم أن تنسوا إخوانكم المرابطين من صدقاتكم )!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى