وداعا أيقونة الأحرار في هذه الدّيار البطل المغوار قائد الثّوّار في شهر أكتوبر الشّهيد الجنرال يحيی السّنوار!
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
يقول اللّه عزّ وجلّ: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ ومن هؤلاء الرّجال الأبطال القائد الفذّ المغوار الشّهيد الجنرال: (يحيی السّنوار) نحسبه كذلك ولا نزكّي علی اللّه أحدًا! لقد ولد أيقونة فلسطين الذي لم يستكن ولم يساوم عام 1962م في قطاع غزّة هاشم وانخرط في ريعان شبابه في العمل الحركيّ الدّعويّ المقاوم وفي نهاية حقبة الثّمانينات كان قد حكم عليه بالمؤبّدات بتهمة قيادة العمليّات ضدّ السّلطات وأمضى في غياهب السّجون أكثر من عشرين عامًا إلی أن أطلق سراحه في صفقة تبادل الأسرى في عام 2011 م المعروفة باسم: (صفقة وفاء الأحرار) والتي تمّ بموجبها الإفراج عن (شاليط)! وبعد أن خرج من المعتقل واصل صعوده داخل (الحركة الإسلاميّة) إلی أن تمّ تعيينه في عام 2017 م رئيسًا لمكتبها السّياسيّ في قطاع غزّة العزّة وقد استشهد رحمه اللّه مقبلًا غير مدبر في أرض المحشر والمنشر! قال اللّه تعالی في محكم الذّكر: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {وَالذي نَفسِي بِيَدِه وَددتُ أنِّي أُقاتلُ في سَبيلِ اللّهِ فأُقتلُ ثمّ أُحيا ثمّ أُقتلُ ثمّ أُحيا ثمّ أُقتلُ} وقال نبيّنا ﷺ: {إنَّ في الجَنّةِ مائةَ دَرَجةٍ أعدَّهَا اللّهُ لِلمُجاهدينَ في سَبيلِ اللّهِ ما بَينَ الدَّرَجتينِ كما بَينَ السّماءِ وَالأرضِ} وقال ﷺ: {لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ} وَحينَما سُئلَ ﷺ: مَا بَالُ المُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلاَّ الشَّهِيدَ؟ أجابَ: {كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً} وللّه درّ الشّاعر القائل: يا شهيدًا رفع اللّه به : جبهة الحقّ علی طول المدى! سوف تبقى في الحنايا علمًا : هاديًا للرّكب رمزًا للفدى! ما نسينا أنت قد علّمتنا : بسمة المؤمن في وجه الرّدى! وبما أنّ لكلّ اسم من اسمه نصيب أيّها الأخ اللبيب الحبيب فسيبقی اسم (يحيی) حيّا إلی أن يرث المولی هذه الأرض ومن عليها! ولنردّد في الختام أيّها المرابطون الكرام: ربّنا تقبّل جهاد أبطالنا الأبرار الذين خضّبوا بدمائهم الزّكيّة هذه الدّيار! (أرجو النّشر والتّعميم أخي الكريم)