قسم الترجمة ـ سارة غلاب
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا قد عززت من الحكم المنتخب برئاسة طيب رجب أردوغان، مشبهة وصول الرجل إلى اسطنبول فى ساعة متأخرة من ليل 15 يونيو بقدوم السلطان العثمانى المظفر محمد الفاتح.
وتحت عنوان “الرئيس التركى أقوى من محاولة انقلاب تقليدية فاشلة فى عصر التكنولوجيا الذكية” كتب إيسهان ثارور يقول: “فى عصر الهاتف الذكى فإن محاولة الانقلاب التى شهدتها تركيا كان لابد لها أن تفشل، فمع تصاعد وتيرة التكهنات مساء يوم الجمعة استولت مجموعة من الجنود المتمردين على محطة (تى.أر.تى) الرسمية وأن لم تكن قناة واسعة الانتشار على وجه الخصوص وأرغمت إحدى المذيعات على قراءة بيان على الهواء مباشرة قدموه لها عن استحواذهم على السلطة فى البلاد، وفى الوقت نفسه احتشدت وحدات عسكرية أخرى عند الجسور الرئيسية والمبانى الحكومية فى أسطنبول التى تعد كبرى المدن التركية وفى أنقرة التى تعد عاصمة البلاد”.
وأضافت الصحيفة أن هذا التحرك يشبه إلى حد كبير الانقلابات التقليدية المميزة للقرن العشرين حيث يستولى عسكريون مسلحون على وجه السرعة على آليات الدولة بداية بوسائل الإعلام، بيد أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وهو زعيم قوى وصاحب نفوذ كان له اليد العليا وبعث برسالة عبر “الفيس تايم” أذاعتها شبكة تليفزيونية خاصة وحث الشعب التركى على الاحتشاد خلفه، وتم إرسال رسائل نصية جماعية لعدد لا حصر له من المواطنين فى كافة أنحاء البلاد، ونتيجة لذلك ارتفعت مآذن المساجد فى أسطنبول بالأذان فى جوف الليل قبل موعد صلاة الفجر بوقت طويل ونشطت البلاد وخرج الشعب إلى الشوارع، وسرعان ما تم عزل الانقلابيين وحصارهم.
وترى الصحيفة أن محاولة الانقلاب بدت غير مدروسة منذ بدايتها، وقد احتشدت كل أحزاب المعارضة فى البرلمان التركى رغم كراهيتها لأردوغان حول قضية الحكومة المنتخبة والحكم المدنى، فضلا عن أن الفروع الرئيسية للجيش وأجهزة الأمن ظلت داعمة للرئيس التركى.
وأشارت إلى أن الزعامة التركية تنظر إلى فشل الانقلاب على أنه بمثابة انتصار للوطنيين فى بلد له تاريخ طويل ومضطرب مع التدخلات العسكرية، لافتة إلى أن أردوغان لطالما صور نفسه على أنه الديموقراطى الذى تحيق به المخاطر من كل جانب والذى يخوض معركة ضد مكائد ودسائس الدولة العميقة بما فى ذلك مدبرو الانقلابات الذين سيرفضون الإرادة الديموقراطية للشعب.
وأكدت على أن حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا يمثل القوة المهيمنة فى البلاد ويسيطر سيطرة محكمة على مؤسسات الدولة بداية من القضاء وحتى الجهاز المدنى، مشيرة إلى أن التحقيقات والمحاكمات السابقة لمتأمرين يُشتبه فى محاولتهم القيام بالانقلاب على الحكومة قد أركعت الجيش وذلك على الرغم من الفوارق الايديولوجية بين كبار القادة العسكريين الذين كان يعتنقون فيما مضى النزعة العلمانية بشدة وبين حزب أردوغان المتدين.
ونوهت “الواشنطن بوست” إلى أن البعض على مواقع التواصل الاجتماعى شبه وصول الزعيم التركى أردوغان فى ساعة متأخرة لأسطنبول بقدوم السلطان العثمانى المظفر محمد الفاتح.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الانقلاب قد عزز من موقف الحكومة التركية.
*المصدر : الإسلام اليوم